Member's Blog
The Week in an Article- Paul Kerbage
Written by Paul Kerbage

الأسبوع في مقال

 

شهد الأسبوع الفائت تطورات سياسية محلية هامة دفعت بالواقع اللبناني من جديد إلى حضن الواقع الدولي الراهن الذي لا يزال عالقاً بين الخلافات والتحالفات العربية الطارئة بين كل من مصر، السعودية وسوريا لا سيما حول تأليف الحكومة اللبنانية التي وبعد انقضاء أكثر من شهرين على عملية الإنتخاب ، لم يفلح الرئيس المكلف سعد الحريري بتأليفها أو حتى إتمام المشاورات اللازمة عرفياً.
فالرئيس بري صائم عن الكلام، الحريري معتكف حتى إشعار آخر.. والبلد لا يزال معطلاً تحركه وتسيره حكومة تصريف أعمال.
قطع المؤتمر الصحفي الذي عقده العماد عون بداية الأسبوع الصمت الإعلامي ليعلن أنه ومن جديد سيحارب المافيا حيثما يكون وأكد إعادة تمسكه بتوزير جبران باسيل بعد أن اتهمته الموالاة بتعطيل تشكيل الحكومة. واعتبر أنه معني بالوحدة الوطنية اكثر من موضوع التشكيلة الوزارية بعد تصاعد اللهجة التصعيدية الإسرائيلية ضد لبنان.
في مقلب آخر، برزت قضية محطة الإنترنت الإسرائيلية في الباروك التي استطاعت إسرائيل زمن خلالها التنصت غلى رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع لمدة تجاوزت السنتين مما يشكل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية. أعلن جمبع الأطراف تنصلهم من هذه القضية غير أن المعلومات تحدثت عن  تركيبها على عهد الوزير السابق مروان حمادة الذي بدوره أنكر وأدان حملات التحريض ضده.
أياً كان المسؤؤل، تبقى القضية في عهدة السلطات القضائية بشقيها الأمني والمالي والتي لابد من أن تحاسب المسؤولين عن هذا الخرق الأمني الفاضح والذين سهلوا عملية التجسس، وذكرت معلومات عن تورط وامتلاك المحطة من قبل اشخاص معروفون في الوسط السياسي الأمر الذي يطرح علامة استفهام عديدة.
أيضاً، واستكمالاً للخروق الأمنية، فتح ملف السجون على مصراعيه عندما حاول 10 عناصر من فتح الإسلام الهروب من سجن رومية لم يفلح فيهم إلا عنصر واحد وبعد يومين من البحث، تم العثور عليه عن طريق الصدفة. فوراً تحرك وزير الداخلية ولأول مرة في تاريخ لبنان، أقر بارود بتقصير أو تواطؤ من قبل الأجهزة الأمنية وأكدت المعلومات لاحقاً تسهيل عناصر وضباط لعملية الهروب واتخذ قرار بتوقيف الأمنيين المسؤؤولين. Ù‚سقطت ورقة التوت وذكرت مصادر أنه وفي سجن رومية سجناء VIP تدعمهم مراجع دينية. فعناصر فتح الإسلام Ø§Ù„ذين قتلوا الجيش والمدنيين كانوا يملكون هواتف خليوية وجميع وسائل الترفيه بالإضافة إلى امتلاكهم لأدوات حادة محرمة داخل أي سجن مما يطرح أيضاً وأيضاً علامات استفهام حول الجهة التي تقف وتسهل وتساعد سجناء فتح الإسلام؟ هل هذه العملية تأتي بعد الطلب من وزارة العدل تولي أمر السجون أم عملية تستهدف الوزير الكفوء بارود؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات أسئلة نتركها برسم القضاء المختص الذي لابد أن تكون له Ø§Ù„كلمة الفصل الحازمة في هذا الموضوع.
نهاية هذا الأسبوع، احتدم من جديد الموضوع الحكومي حينما شن فريق الرئيس الحريري هجوماً عنيفاً على العماد عون وحزب الله أعادوا فيه خلط الأوراق الداخلية من جديد، بحيث جدد رفضه توزير باسيل.
لاشك أن أسبوع رمضان الأول كان حافلاً على الساحتين الأمنية والسياسية وأقفل على مغادرة الرئيس المكلف إلى السعودية مع هدوء السجال السياسي نسبياً.
تبقى بعض الأسئلة والتي نضعها أيضاً برسم المعنيين حول ضرورة إيجاد حل للوضع القائم بأسرع وقت ممكن ونسأل، إلى متى سيظل الوضع يراوح مكانه؟ إالى متى الإستخفاف بحياة المواطنين والبلاد على أبواب الموسم الدراسي ØŸ متى سينتهي الكابوس الأمني؟ متى سيتوقف الفساد ويحاسب المسؤؤلين؟  Ù‡Ù„ سيكون الأسبوع القادم أقل شراً وفساداً من السابق، سؤال نتركه لأجهزة المخابرات المتعددة الجنسيات التي تسرح وتمرح على هواها دون أي رقيب وحسيب.
بول كرباج
23-8-09