في حوار عبر الهاتف اجرته الشراع مع الرئيس ميشال سليمان دعا فخامته الى ان تلتئم هيئة للحوار بصورة فورية للخروج من الانسداد الحاصل . .. وشرح الرئيس سليمان في هذه المسألة قائلاً: ” انا مع الدعوة الى الحوار لمتابعة البحث من النقطة التي انتهت اليها الحوارات السابقة مثلاً:
١ – مناقشة الآلية التنفيذية لتطبيق اعلان بعبدا وبخاصة التحييد
٢- مناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي يجب ان تختصر بعد انقضاء هذه السنوات بوضع جدول زمني لا يتعدى السنة والنصف للتخلي عن السلاح على ان يوضع قرار استعماله خلال هذه المدة عند رئيس الجمهوريةوبطلب من قيادة الجيش في كل حالة .”
سألنا فخامة الرئيس:
متى بدأت بدعة وجود وزراء لرئيس الجمهورية؟
فأجاب الرئيس سليمان:
” كان هناك دائماً وزراء لرئيس الجمهورية بالعرف ، وهذا الامر لا يرتبط بمادة دستورية بل يتم بفعل نقاش وتبادل آراء بين رئيس الجمهورية وأي رئيس مكلف تشكيل الحكومة ، لكن يجب لفت النظر الى انه لا يمكن لرئيس الجمهورية ارسال لائحة اسماء الى الرئيس المكلف ، كما لا يمكن ان تشكل الحكومة في حال كان هناك خلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والدستور واضح : الرئيس المكلف يقترح التشكيلة ويناقشها مع الرئيس..
ويستطرد الرئيس سليمان في شرحه فيضيف :” هناك اكثر من حالة في تاريخ تشكيل الحكومات تقدم فيها رئيس الحكومة بطرح اسماء مقربة من الرئيس قبل التشاور معه ، وحصل احياناً تسمية اقرباء كالابن والصهر او الشقيق … وقد رفض رؤوساء هذه الاقتراحات التي اعتبروها مجاملة من الرئيس المكلف .. لكن هناك رؤوساء وضعوا اسماء اقارب لهم على الطاولة
– فخامة الرئيس هل تؤيد مقولة ان الرئيس الذي ليس لديه كتلة نيابية لا يحق له تسمية وزراء له في الحكومة ؟
يجيب الرئيس سليمان :
هذه نظرية خاطئة ، بل بالعكس لأن الرئيس المستقل بحاجة الى بعض الوزراء ليشكلوا منطقة مستقلة بين طرفين يؤيدون القرار الأصح من دون توجه سياسي متمحور ( اي يقف مع هذا المحور ضد محور آخر ) بل يمكن له ان يقف مع هذا الفريق مرة ويمكن له ان يعارضه مرة اخرى وفق قناعاته في كل موقف وكل قرار..
ودرج العرف على تسمية وزراء من قبل الرئيس علماً انه يجب ان يكون كل الوزراء هم وزراء الرئيس ولو كانت تسميتهم من قبل الرئيس المكلف
ويحسم الرئيس سليمان الموقف المبدئي بقوله:
” الرئيس الذي تؤيده كتلة نيابية لا لزوم لأن يسمي وزراءً له لأن كتلته ستسمي وزراء سيكونون هم وزراءه ”
ويحدد الرئيس سليمان “ان العلاقة بين الرئيسين تقوم على توزع المسؤليات وليس على تنازع الصلاحيات”.
ويشرح الرئيس سليمان تجربته عندما تولى الحكم عام 2008 فقال للشراع:
“عندما انتخبت عام 2008 كان هناك اتفاق على ان أتسلم في اي حكومة وهي الاولى في عهدي وزارات امنية لأننا كنا للتو خارجين من وضع امني متوتر ، حيث كانت الدولة والجيش في مواجهات في مخيم نهر البارد ضد منظمات إرعابية، كما كان هناك عمليات اغتيال وكان عدوان تموز ثم احداث 7ايار.
– فخامة الرئيس.. كيف كنتم ترون تعامل رؤوساء الحكومة معكم؟
يجيب الرئيس سليمان بقوله:
“كل رئيس حكومة يسعى دائماً لنسج افضل العلاقات مع رئيس الجمهورية والتفاهم معه ، ولا لزوم لعرض عضلات من قبل الطرفين بحجة دستورية او شعبية اوطائفية .
الدستور ينص على التعاون بين السلطات ، فكيف بالامر داخل السلطة الواحدة الاجرائية بين ركنيها ، وحدة القيادة مهم لنجاح ادارة دفة الحكم
فخامة الرئيس كيف الخروج من المأزق الحالي ، رئيس الجمهورية لا يريد رئيس الوزراء ، ورئيس مكلف عاجز عن التشكيل ، وبلاد غارقة في مشاكل لا حدود لها ولا حلول ما هي اقتراحاتك اذا لم يعقد مؤتمر للحوار
هل تدعو الرئيس الحريري للإعتذار ؟ هل تدعوه للاستمرار ؟ هل انت مع استقالة الرئيس عون؟ هل فخامتكم مع انتخابات مبكرة ؟ ماهو الحل خارج مؤتمر حوار يريده الرئيس عون بطبيعة بعيدة عما تريده فخامتك؟
اجاب الرئيس سليمان :
اذا فشلنا في الحوار والاتفاق فلنتفق على تجديد السلطات الدستورية كافة نواباً ورئيساً وحكومة
واذا لم نتفق على تجديد السلطة فعلى المواطنين ان يعلنوا العصيان المدني السلمي
فخامة الرئيس
انتقل السجال من بيانات بين ركني السلطة التنفيذية الى سجال بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب اين الخطأ هنا ؟ اذا كان هذا امراً عادياً في ظروف طبيعية افلا يعتبر امراً شاذاً في ظروف مأساوية؟
من الذي يجب ان يتدخل لرأب الصدع بين السلطتين التشريعية وركن اساسي في التنفيذية؟ هل هناك مؤسسات او مؤسسة معينة مهيأة لهذا الدور؟ هل هناك شخص ما ؟…
قال الرئيس سليمان:
” عادةً يرعى الرئيس فصل السلطات وتعاونها وتوازنها المنصوص عليها في مقدمةالدستور وهو الوحيد الذي يقسم عليه ، لكن للاسف لا احد يحب ان يتدخل ( لا البطرك ولا المفتي) من اجل مصالحة الاب واحد ابنائه بل يمكن المصالحة بين الابناء ، اذا يجب ان يلتئم الحواربصورة فورية للخروج من الانسداد الحاصل “
فخامة الرئيس : هل تفكرون بإنشاء نادي لرؤساء الجمهورية السابقين على غرار نادي رؤوساء الحكومة السابقين لتعزيز وشرح الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور؟ او لنصيحة الرئيس عون ومن بعده وتصويب مواقفه وفقاً للدستور وروحه ؟ ولدور مستقبلي بعد 500يوم ويوم؟
اجاب الرئيس سليمان :
” نادي الرؤوساء بدأ وتوقف وارى انه اذا اعيد اطلاقه فيجب ان تكون الصيغة اوسع فيمكن ان تصل الى عشرة او اثني عشر شخصية من كل الطوائف”
فخامة الرئيس : ما هو هدف النادي اذا توسع وشمل طوائف اخرى؟
اجاب الرئيس سليمان:
“الهدف هو تصويب الاداء والالتزام بالدستور، هو كان مقبولاً برؤساءء الجمهورية ورؤساء الوزراء السابقين ولكن بعد ان توقف كان لا بد من توسيع الصيغة لإطلاقه مجدداً .
فخامة الرئيس : انه مجلس حكماء وهو لا يحتاج الى نص دستوري او قرار وزاري هل تبادر فخامتكم للدعوة اليه وتفعيله في هذه الظروف ؟
اجاب الرئيس ميشال سليمان
انا سعيت لابقاء هذه المجموعة وسعيت لاحقاً لتوسيعها ولغاية الان لم ننجح في ذلك