في مثل هذه الايام من العام الماضي، كان عبور طريق ضهر البيدر من والى البقاع، مهمّة صعبة لا بل مغامرة، قي ظلّ غياب الحدّ الادنى للسلامة العامة على طريق دولية حريّ بها ان تكون نموذجا في هذا المجال. الا انه، ومع اطلالة الصيف الماضي، انطلقت اعمال وزارة الاشغال العامة التي قامت باعادة تأهيل هذه الطريق وتعبيدها، وبالفعل قامت الوزارة بعمل مميز وقدمت خدمة حياتيّة لأبناء البقاع بعدما عانوا لسنوات من خطر التنقل على ضهر البيدر الذي تحوّل الى طريق الموت.
إلا انك ستتفاجأ أثناء عبورك طريق الشام بأنها تحوّلت بشكل مخيف الى حالة اسوأ بكثير ممّا كانت عليه قبل اعمال التأهيل والتعبيد، وتحديداً في المسافة ما بين حاجز قوى الامن الداخلي نزولاً باتجاه حاجز الجيش اللبناني، وربما الوصف لا يفي بغرض نقل الصورة الحقيقيّة لحالة طريق عُبّدت منذ بضعة أشهر ليس أكثر. الامر الذي يستفزّ مجدّداً أبناء منطقة البقاع الذين كُتب لهم ربما أن يدفعوا ثمن التصاقهم بأرضهم وعدم تخلّيهم عنها رغم ظروف المعيشة التي أجبرت غالبيّتهم الى الانتقال الى بيروت، وكأنه لا يكفي أن يبلغ الاهمال بحقّهم ما نقضته الحكومات المتعاقبة من وعود لهم من دعم قطاع الزراعة ودفع التعويضات عمّا يلحق بهم من أضرار سنويّة وإحياء مشروع الليطاني وتأمين مشاريع المياه والصرف الصحي ودعم السياحة وغيرها من الاحلام الكبيرة، حتى يتحمّل هؤلاء خطر السير على الطريق الوحيدة والاساسيّة التي توصلهم وأبناؤهم الى بيوتهم.
[Link]