بعد 1600 سنة الصومعةُ صارت كَـوْناً والموارنةُ في صومعة
صدر في جريدة النهار ومجلة المسيرة في 6 شباط 2010
بقلم سجعان قزي
لم يَخطُر في بالِ الموارنة الأوائل إنشاءُ دولة، لكن نضالَهم بين القرنين الخامسِ والتاسعَ عشر (1600 سنة) تكـلَّـل بولادةِ الدولة اللبنانية سنة 1920. ولا يَخطُر في بال موارنةِ اليوم أن لبنانَ قد يَضيعُ منهم، لكن ممارساتِهم وأحياناً خِياراتِهم ـ لا مبادئهم ـ بين القرنين العشرين والحادي والعشرين (90 سنة) تؤدي تدريجاً إلى سقوطِ المارونـيّـةِ السياسيّـة، وبالتالي الدولة اللبنانية. وهذا أمر يُحـتِّم التصدّي له بكل الوسائل المتاحةِ من دون الأخذ بالحِسبان سوى عاملِ البقاء الحر. وأي نهضةٍ جديدةٍ لا بدَّ من أن تمرَّ باستعادةِ القيمِ والأخلاق قبل الصلاحياتِ والسلطة.
إن السقوطَ العسكريَّ والسياسيّ لكل الإمبراطوريات الكبرى: من الفراعنةِ إلى الفينيقيين وقرطاجه والإغريق وروما سَبقه انهيارُ سُلَّمِ القيم في مجتمعاتِها، تَـدنّي مستوى قادتِها، اختلافُهم في ما بينهم، وسيطرةُ لِذةِ الانتصارِ على حكامِها عوضَ مسؤوليةِ إدارة الحكم.
إني أؤمن بأن الكيان اللبناني بدأ مع الموارنة مثلما آمَن ديغول أن ÙØ±Ù†Ø³Ø§ بدأت مع كلوÙيس (أول ملك ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø§Ø¹ØªÙ†Ù‚ المسيØÙŠØ© ÙˆØÙŽÙƒÙ…ÙŽ بين سنوات 481 Ùˆ 511). وأؤمن بأن غيابَ الموارنة عن لبنان Ù€ لا Ø³ÙŽÙ…Ø Ù…Ø§Ø± مارون Ù€ هو نهايةٌ كلية للكيان اللبناني، إذ سيتَقاسÙمه كل من سوريا وإسرائيل وربما الÙلسطينـيّـون. Ùلا يظنّ اللبنانيون الآخرون Ù€ Ø£ØØ¨Ø§Ø¤Ù†Ø§ Ù€ أن Ù‚Ùـوَّتَهم، اليوم، أو أموالَهم أو العنصرين معاً ÙŠÙØ®ÙˆÙ‘Ùلانَهم السيطرةَ على لبنان وتغييرَ هويّـتÙÙ‡ وتاريخه. إنهم سيسقطون قبل أن ÙŠÙØÙ‚Ù‘Ùـقوا Ø£ØÙ„امَهم. وأساساً، إن Ø£ØÙ„امَهم هي كابوسٌ عليهم وعلينا وعلى لبنان والعرب والعجم. لبنان من دون Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø±Ù†Ø©Ù ÙØ±Ø§ØºÙŒ تاريخيّ. ويكÙÙŠ أن يَبقى مارونيٌ ÙˆØ§ØØ¯ÙŒ يَرشَØÙ باخوراً ليَـظـلَّ وجه٠لبنان Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ§Ù‹ عن وجوه كل كيانات٠المنطقة ودولÙها ومجتمعاتÙها.
لقد Ø±Ø¨ÙØ الموارنة٠لبنانـيّين جدداً (ولاء المسلمين للبنان) ÙˆØ®Ø³ÙØ±ÙˆØ§ لبنانَ الرسالة (الوجه المسيØÙŠ). Ùكرة٠الموارنة انتصرت ودورÙهم خَسَÙÙŽ. ولأول مرة لا يَرتبط شروق٠لبنان بشروق٠الموارنة. لبنان ÙŠÙØ´Ø±ÙÙ‚ÙØŒ بل ÙŠÙØ³Ù’Ø±ÙŽÙ‚ÙØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø±Ù†Ø©Ù ÙŠÙŽÙ€ØºØ±ÙØ¨ÙˆÙ† ÙˆÙŠÙŽÙ€ØºØªØ±ÙØ¨ÙˆÙ†. لقد تَسلّل الآخرون إلى دورÙنا ورسالتÙنا ومÙهنتÙنا ÙˆØ®ÙØ¨Ø±ØªÙنا ÙˆØÙرَÙـيَّـتÙنا Ùˆ"اخْـتَـلسوا" منا كلمةَ السرّ٠التاريخية.
والمخيÙ٠أن عدداً ÙˆØ§ÙØ±Ø§Ù‹ من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬ÙØ¹Ù€ÙŠÙ‘ـات المارونية، الدينية والسياسية، لا ÙŠÙØ¯Ø±Ùƒ ÙØ¯Ø§ØØ©ÙŽ Ø§Ù„Ø®Ø·Ø±Ù Ø§Ù„Ù…ÙÙ€ØÙ’ـدÙÙ‚Ù Ø¨Ø§Ù„ÙˆØ¬ÙˆØ¯Ù Ø§Ù„Ù…Ø§Ø±ÙˆÙ†ÙŠÙ‘ÙØŒ ويتعاطى مع Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« وكأنها تطوراتٌ عابرة، بَـعْـدَها يعود الموارنة٠كما كانوا قبلَها. والمؤس٠أن عدداً من القادة٠الموارنة يَعمل٠على إنقاذ زعامتÙÙ‡ على ØØ³Ø§Ø¨ الثوابت٠المارونية والوطنية، وكأن لزعامتÙÙ‡ ØÙŠØ§Ø©Ù‹ من دون مارونـيّـة٠قويّـة٠ولبنان متعاÙÙ‰. والمعيب أن نسبةَ Ù…Ùهوم٠الخير العام لدى ØºØ§Ù„ÙØ¨ÙŠØ© القادة٠الموارنة متدنيةٌ بÙÙ‚ÙŽØ¯Ø±Ù Ù…ÙØºØ§Ù„اتÙها ÙÙŠ تقدير الشعبية٠وبسبب٠تَØÙŽÙƒÙ‘ÙÙ… الØÙ‚د والتعالي والأنانية بمواقÙها. ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ®Ø²ÙŠ Ø£Ù† Ù…Ùهومَ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ©Ù المارونية اختلط على ØºØ§Ù„ÙØ¨ÙŠØ© السياسيّين الموارنة، ÙØ£ØµØ¨Ø عدد٠النواب والوزراء والموظÙين والØÙˆØ§Ø´ÙŠ Ù…Ø¹ÙŠØ§Ø±ÙŽ "Ø§Ù„ØØ§Ù„٠المارونية" وليس دور٠الموارنة٠وتأثيرÙهم ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø©Ù الوطنية؛ كما Ø£ØµØ¨Ø ØªÙ‚Ø§Ø³Ù…Ù Ø§Ù„ÙˆØ²Ø§Ø±Ø§Øª معيارَ قوة٠هذا Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الماروني أو ذاك، وليس جمع٠الطاقات المارونية Ù„Ø¥Ø¹Ù„Ø§Ø¡Ù Ø´Ø£Ù†Ù Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© وعÙـزَّتـها.
ÙˆØ§Ù„ÙˆÙ‚Ø§ØØ©Ù الكبرى أن المارونـيّـةَ اللبنانية تÙـصÙـرّ٠على تمثيل٠مسيØÙŠÙ‘ÙŠ الشرق ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹Ù عنهم، وهي باتت عاجزةً عن تمثيل Ù†ÙØ³Ùها وشعبÙها ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹Ù عن تراث الآباء ووَزَنات الأجداد. ثم، من بقي، باستثناء من هم آمنون ÙÙŠ سوريا، من مسيØÙŠÙ‘ÙŠ الشرق لنمثّÙـلَهم ÙˆÙ†Ø¯Ø§ÙØ¹ÙŽ Ø¹Ù†Ù‡Ù…ØŸ هل قمنا بتظاهرة٠من أجل مسيØÙŠÙ‘ÙŠ Ùلسطين؟ بØÙ…لة دولية من أجل أورشليم؟ بمسيرة٠من أجل مسيØÙŠÙ‘ÙŠ العراق؟ باعتصام٠من أجل مسيØÙŠÙ‘ÙŠ مصر؟ Ø¨ØØµØ§Ø±Ù Ø³ÙØ§Ø±Ø©Ù دولة٠خليجية تَـنْـزَع٠الصليبَ عن عنق٠المسيØÙŠÙ‘Ù ØÙŠÙ† يَصل إلى مطاراتها؟ هل ÙØªØÙ†Ø§ بيوتَنا ومدارسَنا وكنائسَنا ÙˆØ£Ø¯ÙŠÙØ±ØªÙŽÙ†Ø§ لمسيØÙŠÙ‘ÙŠ الدول٠العربية٠الهاربين من المجازر٠الإسلامية الأصولية والسلÙية؟ كان أقصى هَـمّÙـنا أن Ù†ØªØØ§Ø´Ù‰ إزعاجَ الملوك٠والأمراء والرؤساء والشيوخ العرب.
لذا عÙوضَ إضاعة٠الوقت ÙÙŠ إنشاء٠هيئة٠لإلغاء الطائÙية السياسية Ù€ وهي بخلÙـيَّـتÙها خطوةٌ متقدّÙمةٌ Ù†ØÙˆ أسلمة٠لبنان Ù€ ØØ±ÙŠÙ‘ÙŒ بنا، كشعب ماروني، أن نؤلّÙـ٠هيئةً لإلغاء هذه الطبقة٠السياسية المارونية التي ØªÙ†ØØ¯Ø± بالموارنة من قَـعْر٠إلى آخر، ومن هزيمة إلى أخرى، وتسير بنا من دون "رادارÙ" أو خريطة٠طريق. إن شعباً من دون Ù‚ÙŠØ§Ø¯Ø©Ù Ø£ÙØ¶Ù„٠من شعب "ترعاه" قياداتٌ سيئة. لا نريد Ø³Ù„Ø§ØØ§Ù‹ØŒ بل ØºÙØ±Ø¨Ø§Ù„اً يَـنْـخÙÙ„ القادةَ الصالØÙŠÙ† ويÙلقي بالآخرين "خارجَ ÙØ±ØÙ Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯Ù‡Ù…".
لم يَعر٠الموارنة٠ÙÙŠ ØªØ§Ø±ÙŠÙØ®Ù‡Ù… Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ù أو القديم مآس٠كالتي عرÙوها منذ أن استولى بعض٠القادة Ø¨Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ©Ù أو بالقوة أو الاستقواء أو بالوراثة أو بالمال أو بالانتخاب٠بالإكراه أو بدعم٠خارجي، على مصير٠الموارنة وسائر المسيØÙŠÙŠÙ† ÙÙŠ لبنان. بين هؤلاء، قادة لا ÙŠØÙ€Ø¨Ù‘ـون شعبهم ولا الشعب ÙŠØØ¨Ù‡Ù…ØŒ ولا ÙŠØØ¨ بعضهم البعض الآخر. ØÙ„ÙØ§Ø¤Ù‡Ù… يرتاØÙˆÙ† إليهم، ÙَـهÙÙ… Ù…ÙØ·ÙŠØ¹ÙˆÙ†ØŒ وأخصامÙهم لا يَـنْـزَعجون منهم، ÙـهÙÙ… Ù…ÙØ³Ù’ـتَـضْـعَـÙون.
ورغم ذلك يواصل قادةٌ Ù…Ùـعـيّـنون الاستهتارَ بالشعب٠ويَخطÙÙونه Ù†ØÙˆ مسارات٠غريبة٠لم يَـألَـÙْـها عبر تاريخÙÙ‡. لكن "ØØ¨Ù„ÙŽ" Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ÙˆÙŠØ©Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙŽÙ€ØµÙŽÙ€Ù†Ù‘ÙØ¹Ù قصير: الأØÙŠØ§Ø¡ والشهداء هنا، المهجَّرون ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‡Ø§Ø¬ÙØ±ÙˆÙ† هنا، الدور٠المسيØÙŠÙ‘٠الجريØÙ هنا، شباب٠المقاومة هنا، وَضْـعـيّـة٠الجيش اللبناني هنا، ضÙـعْÙ٠رئاسة٠الجمهورية٠هنا. كلهم مستعدون أن يَشهَدوا ضدَّ بعض٠القادة٠الموارنة: يَشهَدون Ø¶ÙØ¯Ù‘َهم Ø¨Ø§Ù„Ù‚Ø³Ù…Ù Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠÙ‘ÙØŒ بالكلمة٠القاضية، بالنظرة٠القاتلة، Ø¨Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ±Ù Ø§Ù„Ù…ØØ±Ùج، بالتذكير٠المؤلم، بالصورة٠الØÙ€ÙŠÙ‘َـة. وإن من ØØ§Ø¬Ø©Ù لدليل٠إضاÙÙŠØŒ ÙØ£Ø¨ÙˆØ§Ø¨Ù القبور٠تÙÙ€ÙـتَØÙØŒ ويَخرج٠منها الأموات قبل القيامة٠يَصرخون: ماذا ÙØ¹Ù„تم بنا، بعائلاتÙنا، بشعبÙنا، وبمستقبلنا. ماذا ÙØ¹Ù„تم بالوطن، بتراثÙنا، بØÙ„ÙØ§Ø¦Ùنا، بقضيّـتÙنا، Ø¨ÙˆÙØØ¯ØªÙنا، بشعبÙنا العظيم، وبــ 1600 سنة٠من تاريخنا. أخرجوا من هنا. أنتم صورة٠هزائÙمنا، أنتم ØµØ§Ù†Ø¹ÙˆÙ Ø§Ù†ØØ·Ø§Ø·Ùنا، أنتم Ø±Ù…Ø²Ù Ø¥ØØ¨Ø§Ø·Ùنا، أنتم مثال٠Ùَساد٠مجتمعنا، أنتم عقبةٌ أمام استعادة٠دورنا.
نريد جيلاً قيادياً جديداً، ÙˆØ£ØØ¨Ø§Ø±Ø§Ù‹ جدداً، ودماً ØØ²Ø¨ÙŠØ§Ù‹ جديداً، ÙˆØÙŠØ§Ø©Ù‹ رَهبانيةً جديدة، ومادةَ نضال٠جديدة، ÙˆØ®ÙØ·Ø§Ø¨Ø§Ù‹ سياسياً جديداً، ورهانات٠تاريخيةً ومستقبليةً جديدة، ونوعيةَ رؤساء٠يستعملون صلاØÙŠØ§ØªÙهم ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶ÙØ¹Ù الصØÙŠØ. نريد أن ØªÙØ³Ø±Ùعَ Ø£ØØ²Ø§Ø¨Ùـنا التاريخية ÙˆØ§Ù„Ù†Ø§Ø´ÙØ¦Ø© ÙÙŠ استنهاض٠ذاتÙها وتجديد٠قياداتÙها ÙˆÙƒÙˆØ§Ø¯ÙØ±Ù‡Ø§ ÙˆÙ†ÙØ®ÙŽØ¨Ùها، نوعÙـيّـاً لا تعاقÙـبÙـيًّـا Ùقط، ÙˆÙÙŠ استيعاب٠المناضلين والابتعاد٠عن Ø³ÙŠØ§Ø³Ø©Ù Ø§Ù„Ø¥Ù‚ØµØ§Ø¡ÙØŒ ÙˆØ§Ø¹ØªÙ…Ø§Ø¯Ù Ø§Ù„Ø¢Ù„ÙŠØ§ØªÙ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØ©Ù Ù„ÙØ¬ÙŽØ°Ù’ب الشباب. Ø£ØØ²Ø§Ø¨Ùـنا المارونية ضَØÙ‘َت ÙÙŠ سبيل الموارنة٠والمسيØÙŠÙ‘ين والمسلمين ولبنانَ ومسيØÙŠÙ‘ÙŠ الشرق، وقَـدّمت ألا٠الشهداء ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ¹ÙŽÙˆÙ’قين. ورجاؤنا أن تÙـكْمÙÙ„ÙŽ الدربَ لأن ØØ±ÙƒØ©ÙŽ Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ®Ù ØªÙŽØ·ØÙŽÙ†Ù الجامدين وتَتجاوز٠المÙÙ€Ù‚ÙŽÙ€ØµÙ‘ÙØ±ÙŠÙ† ÙˆØªÙŽÙ€Ù…Ù‚ÙØª الأنبياءَ الكذبةَ والمÙنقذين المÙـزيَّـÙين.
لا Ù†Ø¹ØªØ±Ù Ø¨Ù…Ø±Ø¬ÙØ¹ÙŠØ©Ù الكنيسة٠ولا نوØÙ‘ÙØ¯ المرجعيات السياسية. Ù†ÙØ·ÙŠØ بالخÙيارات٠التاريخية٠ونَهدÙÙ… Ø£ØØ²Ø§Ø¨Ù†Ø§ الأصيلة. Ù†ÙـقَسّÙÙ… الشعبَ ÙˆÙ†ÙŽÙ€ÙØ±Ùزه Ù‚ÙØ·Ø¹Ø§Ù†Ø§Ù‹ ولا Ù†ÙـقَدّÙÙ… مشروعاً إنقاذياً. نعترÙ٠بسقوط٠النظام المركزيّ٠ونخاÙ٠المطالبةَ Ø¨Ø§Ù„ÙØ¯Ø±Ø§Ù„ية. Ù†ÙØ·Ø§Ù„ب باللامركزية الإدارية ÙˆÙ†ÙØØ§Ø°ÙØ± الدعوةَ إلى تقسيم٠بيروت دوائرَ متعددة. Ù†ÙŽØ±ÙØ¶ الذÙمـيَّـةَ ونَـقـبَـل بÙÙ…ÙÙ€Ù†Ù‘ÙŽÙ€Ø©Ù Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØµÙØ©Ù ÙˆØÙÙØ¸Ù ØÙ‚وق٠المسيØÙŠÙŠÙ† كأقـلّيات. Ù†Ùـقيم ØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ مع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù مشاريعَ توسعية٠ونÙهمل ØÙ„ÙØ§Ø¡Ù†Ø§ الطبيعيّين والتاريخـيّين. Ù†ÙØ³ÙŽÙ„Ù‘ÙÙ… سلاØÙŽÙ†Ø§ Ù€ من دون Ù…Ø´ÙˆØ±Ø©Ù Ø£ØØ¯ Ù€ قبلَ أن نَضمَنَ وجودَ دولة٠وطنية٠تَØÙ…ينا. Ù†Ø¯Ø§ÙØ¹Ù عن مناصبَ نعتبرÙها ØÙصنَ المارونية٠السياسية بينما شاغلوها ÙŠÙŽÙ€Ù†Ù’Ù€ØªÙŽÙ‡ÙØ¬ÙˆÙ† Ø³ÙŠØ§Ø³Ø§ØªÙ Ù…ÙØ¨Ù‡ÙŽÙ…Ø©. هذا يخا٠أن ÙŠÙØºØ¶Ùبَ السÙـنَّـةَ، وذاك يخشى أن يثيرَ الشيعةَ، وذلك يَرتعب من Ø³ÙØ®Ù’Ø· سوريا أو السعودية أو أميركا أو إيران، إلى آخر الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وغير Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©. أين الزمن٠الذي كان Ùيه الآخرون يَـتَهـيَّـبون Ø¥ØØ±Ø§Ø¬ÙŽÙ†Ø§ØŸ
إنَ الصراع بين الطوائ٠ÙÙŠ لبنان انتقل من مبدأ المشاركة٠ÙÙŠ الØÙƒÙ…٠إلى مشروع الاستيلاء٠الكامل على الدولة. Ù†ØÙ† Ù…ØØ§ØµØ±ÙˆÙ† من كل صوب: من الداخل ومن الخارج. الأشرار٠والإرهابيون والقتلة٠أصبØÙˆØ§ ÙÙŠ قلب٠وطنÙنا ومدنÙنا وقرانا وأØÙŠØ§Ø¦Ùنا، وعدد٠العملاء ÙÙŠ صÙÙˆÙÙنا بات ÙŠÙŽÙ€Ùوق عددَ شهدائنا. ورغم ذلك نروØÙ نتخاصم٠ØÙˆÙ„ نسبة٠شعبية٠هذا Ø§Ù„ØØ²Ø¨Ù أو ذاك التيار، ونَـظÙÙ† أنَّ ØªÙØ§Ù‡Ùمنَـا مع الغريب٠يÙـغنينا عن Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ©Ù مع القريب. ورغم ذلك هناك قادةٌ موارنةٌ يتنازلون عوضَ أن ÙŠÙواجهوا، ÙˆÙŠÙØ·Ø£Ø·Ùئون رؤوسَهم عوضَ أن "ÙŠÙŽØ·Ùـقّوا" رؤوس الآخرين. Ø£ÙŽÙ†Ø¤Ø³Ù‘ÙØ³ مدرسةَ إعادة٠تأهيل؟؟
لن نسمØÙŽ Ù„Ù‡Ø°Ù‡ Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© بالاستمرار، ولو اضَطر جيلÙنا إلى سلوك طريق الثورة. الاقتصاصَ نعرÙÙ‡ والاعتصام، Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§ØªÙ نعرÙÙـها والنزولَ إلى الشارع، ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù…ÙŽ الديمقراطية نعرÙÙ‡ ÙˆØÙ‚وقَ الانسان. لكن، ÙˆØ¨ØµØ±Ø§ØØ©ÙØŒ لسنا هنا، ÙÙŠ لبنان، لبنانÙنا، Ù„Ù†ØØ§Ùظَ على الديمقراطية٠أولاً بل على المارونية٠أولاً، ولا على الجغراÙيا أولاً بل على التاريخ أولاً، ولا على النظام أولاً بل على الإنسان أولاً، ولا على الأمن أولاً بل على Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© أولاً، ولا على التعايش أولاً بل على الØÙŠØ§Ø© أولاً؛ "ÙÙ†ØÙ† شياطين هذا الشرق ÙˆÙ‚ÙØ¯Ù‘Ùيسوه"ØŒ لا سوانا.
لن Ù†Ø³Ù…Ø Ù„Ø£ÙŠ ماروني بان ÙŠÙÙ€ÙÙŽØ±Ù‘ÙØ·ÙŽ Ø£Ùˆ يقايضَ أو يساومَ على 1600 سنة٠من وجودنا، أكان رئيساً أم قائداً أم زعيماً أم Ø£Ø³Ù‚ÙØ§Ù‹ أم منتØÙ„ÙŽ ØµÙØ©Ù قيادية. Ù†ØÙ† صَـنْـعنا كل هؤلاء ونØÙ† Ù†ÙØ³Ù‚طهم. Ù†ØÙ† منØÙ†Ø§Ù‡Ù… الثقةَ ونØÙ† منهم Ù†Ø³ØØ¨Ùها. ÙˆÙŽØØ¯ÙŽÙ‡Ù… القادة٠والشخصيات٠والشباب٠الذين عانوا وتعذّبوا ÙˆØ³ÙØ¬Ù†ÙˆØ§ وتَـألموا ÙˆÙَـقدوا Ùلذات٠أكباداهم ÙŠÙهمون هذه الصرخة… Ù†ØÙ† لم Ù†ÙقسÙÙ… على الإنجيل Ùقط، بل على قبور الشهداء. Ùلا Ø£ØØ¯Ù يَـتَّـكل علينا Ù„Ù€Ù†ÙØ¯ÙŠØ±ÙŽ Ù„Ù‡ خدَّنا الأيسر…(إني أتØÙظ٠على هذا البند !)
إذ أطلق٠هذه الصرخةَ Ø§Ù„ÙˆÙØ¬Ø¯Ø§Ù†ÙŠØ©ÙŽ ÙÙŠ ذكرى مرور٠1600 سنة٠على غياب٠مار مارون، Ùلأن مصيرَ الموارنة٠ÙÙŠ خطر٠ØÙ‚يقي. ومصدر٠الخطر هو انعدام٠روØÙ المسؤولية٠لدى بعض القادة٠الموارنة وتَسْخيÙÙهم Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§Øª ولامبالاتÙهم بالأهوال٠الآتية بل Ø§Ù„Ù…ÙØ¹Ø§Ø´ÙŽØ©.
لقد Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø±ÙˆÙ† ÙÙŠ "تَـعقيدÙ" عدد٠من Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø¯Ø©Ù ÙˆØ§Ù„Ù…Ø±Ø¬ÙØ¹ÙŠØ§Øª المارونية، ÙØµØ§Ø±ÙˆØ§ يخاÙون المجاهرةَ بالرأي٠وبالموقÙ٠والخÙيار، كما صاروا يخاÙون نَـقمةَ أخصامÙهم عوضَ نقمة٠شعبهم. وهذا أقصى ما ÙŠÙمكÙÙ† أن ÙŠÙـنْـكَبَ به شعبٌ ÙÙŠ مرØÙ„Ø© مصيريّـة من وجوده. نريد من قادتÙنا ألا يَـتَـهـيّـبوا المطالبةَ بأي شيء: من الØÙƒÙ…٠الذاتي، إلى Ø§Ù„ÙØ¯Ø±Ø§Ù„ÙŠØ©ÙØŒ إلى Ø§Ù„ÙˆÙØØ¯Ø© Ø§Ù„ØØµØ±ÙŠÙ‘ـة، إلى السلام٠اللبناني الإسرائيلي، وإلى Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ مع سوريا. المهم أن يكون القادة٠جريئين ÙˆÙ…Ù‚ØªÙ†ÙØ¹ÙŠÙ† بمواقÙÙهم إنطلاقاً من Ù…ØµÙ„ØØ© لبنان وليس إذعاناً لنÙÙˆØ°Ù ØªØØ§Ù„ÙÙŠ أو خارجي. إن الخصمَ ÙŠØØªØ±Ù… إيمانَ وصدقَ الأخر ÙˆÙŠØØªÙ‚ر٠تَـزلّÙÙ€ÙÙŽÙ‡ ÙˆØ¬ÙØ¨Ù†ÙŽÙ‡ ومÙمالقـتَـه هذا أو ذاك. واجب٠مرجعيات الموارنة٠وقادتÙهم أن يَتØÙ„َّوا Ø¨Ø§Ù„ØµØ±Ø§ØØ©Ù المطلقة، Ùلا ÙŠÙØ¯ÙŠÙ€Ù†Ùـهم أولادهم وأØÙادهم غداً، ويأخذون عليهم الاستسلامَ أمام Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠÙ‘ـات، والانجرار وراء الآخرين، والتخاذلَ ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§ØªØŒ والتنازلَ ÙÙŠ التسويات، والتغـيّبَ عن Ù„ØØ¸Ø©Ù اتخاذ٠القرار٠التاريخي.
الموارنة يَـلْهجون بالأسئلة٠الكبرى وما من Ù…ÙØ¬ÙŠØ¨. يسألون: ما هو دور الموارنة٠بعد ÙÙŠ لبنان؟ هل Ø£ÙŽÙَـلَ أم تَغـيَّـرت نوعيتÙÙ‡ وطبيعتÙه؟ ما هي ثوابت٠هذا الدور وما هي متغـيّراته؟ ماذا كان دورÙهم ÙÙŠ المئة سنة٠الماضية، ÙÙŠ الخمسين سنة٠الماضية، بل ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ الأخيرة؟ هل هناك دورٌ ماروني ÙÙŠ لبنان من دون دور٠ÙÙŠ الشرق؟ وهل هناك دورٌ لمسيØÙŠ Ø§Ù„Ø´Ø±Ù‚ من دون الالتزام٠بقضاياه والتعاون مع الغرب؟ لماذا تغـيّـر الدور٠المارونيّ الداخلي؟ أبسبب Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶Ù عددÙهم أم بسبب تقدّم الآخرين علمياً وثقاÙياً؟ أبسبب ولاء المسلم للبنان أم بسبب تغـيّـر٠سياسة الغرب؟ أبسبب ØÙ…Ù„Ù ØØ²Ø¨ الله لواء المقاومة٠الاستشهادية ضد إسرائيل، أم بسبب Ø¥Ø®ÙØ§Ù‚ الموارنة ÙÙŠ الثبات على ØÙ„ي٠دائم منذ ثلاثة عقود على الأقل؟…
بانتظار الأجوبة، وهيهات أن تأتيَ من هذه الطبقة السياسية، أنا مسيØÙŠÙŒØŒ أؤمن بالمسيØ. وأنا مارونيٌ، أنتمي إلى مار مارون. الأول استشهد على الصليب، والثاني عاش ناسكاً. كذا، ÙŠÙŽÙ€ØÙÙ€Ø¯Ù‘Ù Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡Ù والـتَـقشّÙÙ٠والقيامة٠نمطَ ØÙŠØ§Ø©Ù كلّ٠ماروني، وإلا تكون٠مسيØÙŠÙ‘َتي Ø²Ø§Ø¦ÙØ©Ù‹ ومارونيّـتي باطلة وتَسقط Ùكرتي بلبنانَ ممـيّـزÙ. لكن المسيØÙŠØ©ÙŽ ØÙ‚يقةٌ ثابتة والمارونيةَ Ø·Ø§Ø¦ÙØ©ÙŒ خالدة… ÙÙŠ لبنان.