بعد 1600 سنة الصومعةُ صارت كَـوْناً والموارنةُ في صومعة
صدر في جريدة النهار ومجلة المسيرة في 6 شباط 2010
بقلم سجعان قزي
لم يَخطُر في بالِ الموارنة الأوائل إنشاءُ دولة، لكن نضالَهم بين القرنين الخامسِ والتاسعَ عشر (1600 سنة) تكـلَّـل بولادةِ الدولة اللبنانية سنة 1920. ولا يَخطُر في بال موارنةِ اليوم أن لبنانَ قد يَضيعُ منهم، لكن ممارساتِهم وأحياناً خِياراتِهم ـ لا مبادئهم ـ بين القرنين العشرين والحادي والعشرين (90 سنة) تؤدي تدريجاً إلى سقوطِ المارونـيّـةِ السياسيّـة، وبالتالي الدولة اللبنانية. وهذا أمر يُحـتِّم التصدّي له بكل الوسائل المتاحةِ من دون الأخذ بالحِسبان سوى عاملِ البقاء الحر. وأي نهضةٍ جديدةٍ لا بدَّ من أن تمرَّ باستعادةِ القيمِ والأخلاق قبل الصلاحياتِ والسلطة.
إن السقوطَ العسكريَّ والسياسيّ لكل الإمبراطوريات الكبرى: من الفراعنةِ إلى الفينيقيين وقرطاجه والإغريق وروما سَبقه انهيارُ سُلَّمِ القيم في مجتمعاتِها، تَـدنّي مستوى قادتِها، اختلافُهم في ما بينهم، وسيطرةُ لِذةِ الانتصارِ على حكامِها عوضَ مسؤوليةِ إدارة الحكم.
إني أؤمن بأن الكيان اللبناني بدأ مع الموارنة مثلما آمَن ديغول أن Ùرنسا بدأت مع كلوÙيس (أول ملك Ùرنسي اعتنق المسيØية ÙˆØَكمَ بين سنوات 481 Ùˆ 511). وأؤمن بأن غيابَ الموارنة عن لبنان Ù€ لا Ø³ÙŽÙ…Ø Ù…Ø§Ø± مارون Ù€ هو نهايةٌ كلية للكيان اللبناني، إذ سيتَقاسÙمه كل من سوريا وإسرائيل وربما الÙلسطينـيّـون. Ùلا يظنّ اللبنانيون الآخرون Ù€ Ø£Øباؤنا Ù€ أن Ù‚Ùـوَّتَهم، اليوم، أو أموالَهم أو العنصرين معاً ÙŠÙخوّÙلانَهم السيطرةَ على لبنان وتغييرَ هويّـتÙÙ‡ وتاريخه. إنهم سيسقطون قبل أن ÙŠÙØقّÙـقوا Ø£Øلامَهم. وأساساً، إن Ø£Øلامَهم هي كابوسٌ عليهم وعلينا وعلى لبنان والعرب والعجم. لبنان من دون الموارنة٠Ùراغٌ تاريخيّ. ويكÙÙŠ أن يَبقى مارونيٌ واØدٌ يَرشَØ٠باخوراً ليَـظـلَّ وجه٠لبنان مختلÙاً عن وجوه كل كيانات٠المنطقة ودولÙها ومجتمعاتÙها.
لقد ربÙØ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø±Ù†Ø©Ù Ù„Ø¨Ù†Ø§Ù†Ù€ÙŠÙ‘ÙŠÙ† جدداً (ولاء المسلمين للبنان) وخسÙروا لبنانَ الرسالة (الوجه المسيØÙŠ). Ùكرة٠الموارنة انتصرت ودورÙهم خَسَÙÙŽ. ولأول مرة لا يَرتبط شروق٠لبنان بشروق٠الموارنة. لبنان ÙŠÙشرÙÙ‚ÙØŒ بل ÙŠÙسْرَقÙØŒ والموارنة٠يَـغرÙبون ويَـغترÙبون. لقد تَسلّل الآخرون إلى دورÙنا ورسالتÙنا ومÙهنتÙنا وخÙبرتÙنا ÙˆØÙرَÙـيَّـتÙنا Ùˆ"اخْـتَـلسوا" منا كلمةَ السرّ٠التاريخية.
والمخيÙ٠أن عدداً واÙراً من المرجÙعـيّـات المارونية، الدينية والسياسية، لا ÙŠÙدرك ÙداØØ©ÙŽ الخطر٠المÙÙ€ØْـدÙق٠بالوجود٠المارونيّÙØŒ ويتعاطى مع الأØداث وكأنها تطوراتٌ عابرة، بَـعْـدَها يعود الموارنة٠كما كانوا قبلَها. والمؤس٠أن عدداً من القادة٠الموارنة يَعمل٠على إنقاذ زعامتÙÙ‡ على Øساب الثوابت٠المارونية والوطنية، وكأن لزعامتÙÙ‡ Øياةً من دون مارونـيّـة٠قويّـة٠ولبنان متعاÙÙ‰. والمعيب أن نسبةَ Ù…Ùهوم٠الخير العام لدى غالÙبية القادة٠الموارنة متدنيةٌ بÙقَدر٠مÙغالاتÙها ÙÙŠ تقدير الشعبية٠وبسبب٠تَØَكّÙÙ… الØقد والتعالي والأنانية بمواقÙها. والمÙخزي أن Ù…Ùهومَ المصلØة٠المارونية اختلط على غالÙبية السياسيّين الموارنة، ÙØ£ØµØ¨Ø Ø¹Ø¯Ø¯Ù Ø§Ù„Ù†ÙˆØ§Ø¨ والوزراء والموظÙين والØواشي معيارَ "الØال٠المارونية" وليس دور٠الموارنة٠وتأثيرÙهم ÙÙŠ الØياة٠الوطنية؛ كما Ø£ØµØ¨Ø ØªÙ‚Ø§Ø³Ù…Ù Ø§Ù„ÙˆØ²Ø§Ø±Ø§Øª معيارَ قوة٠هذا الÙريق الماروني أو ذاك، وليس جمع٠الطاقات المارونية لإعلاء٠شأن٠الطائÙØ© وعÙـزَّتـها.
والوقاØة٠الكبرى أن المارونـيّـةَ اللبنانية تÙـصÙـرّ٠على تمثيل٠مسيØيّي الشرق والدÙاع٠عنهم، وهي باتت عاجزةً عن تمثيل Ù†ÙسÙها وشعبÙها والدÙاع٠عن تراث الآباء ووَزَنات الأجداد. ثم، من بقي، باستثناء من هم آمنون ÙÙŠ سوريا، من مسيØيّي الشرق لنمثّÙـلَهم ونداÙعَ عنهم؟ هل قمنا بتظاهرة٠من أجل مسيØيّي Ùلسطين؟ بØملة دولية من أجل أورشليم؟ بمسيرة٠من أجل مسيØيّي العراق؟ باعتصام٠من أجل مسيØيّي مصر؟ بØصار٠سÙارة٠دولة٠خليجية تَـنْـزَع٠الصليبَ عن عنق٠المسيØيّ٠Øين يَصل إلى مطاراتها؟ هل ÙتØنا بيوتَنا ومدارسَنا وكنائسَنا وأديÙرتَنا لمسيØيّي الدول٠العربية٠الهاربين من المجازر٠الإسلامية الأصولية والسلÙية؟ كان أقصى هَـمّÙـنا أن نتØاشى إزعاجَ الملوك٠والأمراء والرؤساء والشيوخ العرب.
لذا عÙوضَ إضاعة٠الوقت ÙÙŠ إنشاء٠هيئة٠لإلغاء الطائÙية السياسية Ù€ وهي بخلÙـيَّـتÙها خطوةٌ متقدّÙمةٌ Ù†ØÙˆ أسلمة٠لبنان Ù€ Øريٌّ بنا، كشعب ماروني، أن نؤلّÙـ٠هيئةً لإلغاء هذه الطبقة٠السياسية المارونية التي تنØدر بالموارنة من قَـعْر٠إلى آخر، ومن هزيمة إلى أخرى، وتسير بنا من دون "رادارÙ" أو خريطة٠طريق. إن شعباً من دون قيادة٠أÙضل٠من شعب "ترعاه" قياداتٌ سيئة. لا نريد سلاØاً، بل غÙربالاً يَـنْـخÙÙ„ القادةَ الصالØين ويÙلقي بالآخرين "خارجَ ÙرØ٠سيّÙدهم".
لم يَعر٠الموارنة٠ÙÙŠ تاريÙخهم الØديث٠أو القديم مآس٠كالتي عرÙوها منذ أن استولى بعض٠القادة بالصدÙة٠أو بالقوة أو الاستقواء أو بالوراثة أو بالمال أو بالانتخاب٠بالإكراه أو بدعم٠خارجي، على مصير٠الموارنة وسائر المسيØيين ÙÙŠ لبنان. بين هؤلاء، قادة لا ÙŠØـبّـون شعبهم ولا الشعب ÙŠØبهم، ولا ÙŠØب بعضهم البعض الآخر. ØÙ„Ùاؤهم يرتاØون إليهم، ÙَـهÙÙ… Ù…Ùطيعون، وأخصامÙهم لا يَـنْـزَعجون منهم، ÙـهÙÙ… Ù…ÙسْـتَـضْـعَـÙون.
ورغم ذلك يواصل قادةٌ Ù…Ùـعـيّـنون الاستهتارَ بالشعب٠ويَخطÙÙونه Ù†ØÙˆ مسارات٠غريبة٠لم يَـألَـÙْـها عبر تاريخÙÙ‡. لكن "Øبلَ" الشعبوية٠والتَـصَـنّÙع٠قصير: الأØياء والشهداء هنا، المهجَّرون والمهاجÙرون هنا، الدور٠المسيØيّ٠الجريØ٠هنا، شباب٠المقاومة هنا، وَضْـعـيّـة٠الجيش اللبناني هنا، ضÙـعْÙ٠رئاسة٠الجمهورية٠هنا. كلهم مستعدون أن يَشهَدوا ضدَّ بعض٠القادة٠الموارنة: يَشهَدون ضÙدَّهم بالقسم٠الإلهيّÙØŒ بالكلمة٠القاضية، بالنظرة٠القاتلة، بالØضور٠المØرÙج، بالتذكير٠المؤلم، بالصورة٠الØـيَّـة. وإن من Øاجة٠لدليل٠إضاÙÙŠØŒ Ùأبواب٠القبور٠تÙÙ€ÙـتَØÙØŒ ويَخرج٠منها الأموات قبل القيامة٠يَصرخون: ماذا Ùعلتم بنا، بعائلاتÙنا، بشعبÙنا، وبمستقبلنا. ماذا Ùعلتم بالوطن، بتراثÙنا، بØÙ„ÙائÙنا، بقضيّـتÙنا، بوÙØدتÙنا، بشعبÙنا العظيم، وبــ 1600 سنة٠من تاريخنا. أخرجوا من هنا. أنتم صورة٠هزائÙمنا، أنتم صانعو٠انØطاطÙنا، أنتم رمز٠إØباطÙنا، أنتم مثال٠Ùَساد٠مجتمعنا، أنتم عقبةٌ أمام استعادة٠دورنا.
نريد جيلاً قيادياً جديداً، وأØباراً جدداً، ودماً Øزبياً جديداً، ÙˆØياةً رَهبانيةً جديدة، ومادةَ نضال٠جديدة، وخÙطاباً سياسياً جديداً، ورهانات٠تاريخيةً ومستقبليةً جديدة، ونوعيةَ رؤساء٠يستعملون صلاØياتÙهم ÙÙŠ الموضÙع٠الصØÙŠØ. نريد أن تÙسرÙعَ Ø£ØزابÙـنا التاريخية والناشÙئة ÙÙŠ استنهاض٠ذاتÙها وتجديد٠قياداتÙها وكوادÙرها ونÙخَبÙها، نوعÙـيّـاً لا تعاقÙـبÙـيًّـا Ùقط، ÙˆÙÙŠ استيعاب٠المناضلين والابتعاد٠عن سياسة٠الإقصاءÙØŒ واعتماد٠الآليات٠الديمقراطية٠لÙجَذْب الشباب. Ø£ØزابÙـنا المارونية ضَØَّت ÙÙŠ سبيل الموارنة٠والمسيØيّين والمسلمين ولبنانَ ومسيØيّي الشرق، وقَـدّمت ألا٠الشهداء والمÙعَوْقين. ورجاؤنا أن تÙـكْمÙÙ„ÙŽ الدربَ لأن Øركةَ التاريخ٠تَطØَن٠الجامدين وتَتجاوز٠المÙـقَـصّÙرين وتَـمقÙت الأنبياءَ الكذبةَ والمÙنقذين المÙـزيَّـÙين.
لا نعتر٠بمرجÙعية٠الكنيسة٠ولا نوØÙ‘Ùد المرجعيات السياسية. Ù†ÙØ·ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ùيارات٠التاريخية٠ونَهدÙÙ… Ø£Øزابنا الأصيلة. Ù†ÙـقَسّÙÙ… الشعبَ ونَـÙرÙزه Ù‚Ùطعاناً ولا Ù†ÙـقَدّÙÙ… مشروعاً إنقاذياً. نعترÙ٠بسقوط٠النظام المركزيّ٠ونخاÙ٠المطالبةَ بالÙدرالية. Ù†Ùطالب باللامركزية الإدارية ونÙØاذÙر الدعوةَ إلى تقسيم٠بيروت دوائرَ متعددة. نَرÙض الذÙمـيَّـةَ ونَـقـبَـل بÙÙ…Ùـنَّـة٠المناصÙØ©Ù ÙˆØÙÙظ٠Øقوق٠المسيØيين كأقـلّيات. Ù†Ùـقيم تØالÙات٠مع أصØاب٠مشاريعَ توسعية٠ونÙهمل ØÙ„Ùاءنا الطبيعيّين والتاريخـيّين. Ù†ÙسَلّÙÙ… سلاØَنا Ù€ من دون مشورة٠أØد Ù€ قبلَ أن نَضمَنَ وجودَ دولة٠وطنية٠تَØمينا. نداÙع٠عن مناصبَ نعتبرÙها ØÙصنَ المارونية٠السياسية بينما شاغلوها يَـنْـتَهÙجون سياسات٠مÙبهَمة. هذا يخا٠أن ÙŠÙغضÙبَ السÙـنَّـةَ، وذاك يخشى أن يثيرَ الشيعةَ، وذلك يَرتعب من سÙخْط سوريا أو السعودية أو أميركا أو إيران، إلى آخر الأمم المتØدة وغير المتØدة. أين الزمن٠الذي كان Ùيه الآخرون يَـتَهـيَّـبون Ø¥Øراجَنا؟
إنَ الصراع بين الطوائ٠ÙÙŠ لبنان انتقل من مبدأ المشاركة٠ÙÙŠ الØكم٠إلى مشروع الاستيلاء٠الكامل على الدولة. Ù†ØÙ† Ù…Øاصرون من كل صوب: من الداخل ومن الخارج. الأشرار٠والإرهابيون والقتلة٠أصبØوا ÙÙŠ قلب٠وطنÙنا ومدنÙنا وقرانا وأØيائÙنا، وعدد٠العملاء ÙÙŠ صÙÙˆÙÙنا بات ÙŠÙŽÙ€Ùوق عددَ شهدائنا. ورغم ذلك نروØ٠نتخاصم٠Øول نسبة٠شعبية٠هذا الØزب٠أو ذاك التيار، ونَـظÙÙ† أنَّ تÙاهÙمنَـا مع الغريب٠يÙـغنينا عن المصالØة٠مع القريب. ورغم ذلك هناك قادةٌ موارنةٌ يتنازلون عوضَ أن ÙŠÙواجهوا، ويÙطأطÙئون رؤوسَهم عوضَ أن "ÙŠÙŽØ·Ùـقّوا" رؤوس الآخرين. أَنؤسّÙس مدرسةَ إعادة٠تأهيل؟؟
لن نسمØÙŽ لهذه الØالة بالاستمرار، ولو اضَطر جيلÙنا إلى سلوك طريق الثورة. الاقتصاصَ نعرÙÙ‡ والاعتصام، الانتÙاضات٠نعرÙÙـها والنزولَ إلى الشارع، واØترامَ الديمقراطية نعرÙÙ‡ ÙˆØقوقَ الانسان. لكن، وبصراØØ©ÙØŒ لسنا هنا، ÙÙŠ لبنان، لبنانÙنا، لنØاÙظَ على الديمقراطية٠أولاً بل على المارونية٠أولاً، ولا على الجغراÙيا أولاً بل على التاريخ أولاً، ولا على النظام أولاً بل على الإنسان أولاً، ولا على الأمن أولاً بل على الØرية أولاً، ولا على التعايش أولاً بل على الØياة أولاً؛ "ÙÙ†ØÙ† شياطين هذا الشرق وقÙدّÙيسوه"ØŒ لا سوانا.
لن Ù†Ø³Ù…Ø Ù„Ø£ÙŠ ماروني بان ÙŠÙÙ€ÙَرّÙØ·ÙŽ أو يقايضَ أو يساومَ على 1600 سنة٠من وجودنا، أكان رئيساً أم قائداً أم زعيماً أم أسقÙاً أم منتØÙ„ÙŽ صÙة٠قيادية. Ù†ØÙ† صَـنْـعنا كل هؤلاء ونØÙ† Ù†Ùسقطهم. Ù†ØÙ† منØناهم الثقةَ ونØÙ† منهم نسØبÙها. ÙˆÙŽØدَهم القادة٠والشخصيات٠والشباب٠الذين عانوا وتعذّبوا وسÙجنوا وتَـألموا ÙˆÙَـقدوا Ùلذات٠أكباداهم ÙŠÙهمون هذه الصرخة… Ù†ØÙ† لم Ù†ÙقسÙÙ… على الإنجيل Ùقط، بل على قبور الشهداء. Ùلا Ø£Øد٠يَـتَّـكل علينا لـنÙديرَ له خدَّنا الأيسر…(إني أتØÙظ٠على هذا البند !)
إذ أطلق٠هذه الصرخةَ الوÙجدانيةَ ÙÙŠ ذكرى مرور٠1600 سنة٠على غياب٠مار مارون، Ùلأن مصيرَ الموارنة٠ÙÙŠ خطر٠Øقيقي. ومصدر٠الخطر هو انعدام٠روØ٠المسؤولية٠لدى بعض القادة٠الموارنة وتَسْخيÙÙهم التØديات ولامبالاتÙهم بالأهوال٠الآتية بل المÙعاشَة.
لقد Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø±ÙˆÙ† ÙÙŠ "تَـعقيدÙ" عدد٠من القادة٠والمرجÙعيات المارونية، Ùصاروا يخاÙون المجاهرةَ بالرأي٠وبالموقÙ٠والخÙيار، كما صاروا يخاÙون نَـقمةَ أخصامÙهم عوضَ نقمة٠شعبهم. وهذا أقصى ما ÙŠÙمكÙÙ† أن ÙŠÙـنْـكَبَ به شعبٌ ÙÙŠ مرØلة مصيريّـة من وجوده. نريد من قادتÙنا ألا يَـتَـهـيّـبوا المطالبةَ بأي شيء: من الØكم٠الذاتي، إلى الÙدراليةÙØŒ إلى الوÙØدة الØصريّـة، إلى السلام٠اللبناني الإسرائيلي، وإلى الاتØاد مع سوريا. المهم أن يكون القادة٠جريئين ومقتنÙعين بمواقÙÙهم إنطلاقاً من مصلØØ© لبنان وليس إذعاناً لنÙوذ٠تØالÙÙŠ أو خارجي. إن الخصمَ ÙŠØترم إيمانَ وصدقَ الأخر ويØتقر٠تَـزلّÙÙ€ÙÙŽÙ‡ وجÙبنَه ومÙمالقـتَـه هذا أو ذاك. واجب٠مرجعيات الموارنة٠وقادتÙهم أن يَتØلَّوا بالصراØة٠المطلقة، Ùلا ÙŠÙديـنÙـهم أولادهم وأØÙادهم غداً، ويأخذون عليهم الاستسلامَ أمام التØديّـات، والانجرار وراء الآخرين، والتخاذلَ ÙÙŠ المÙاوضات، والتنازلَ ÙÙŠ التسويات، والتغـيّبَ عن Ù„Øظة٠اتخاذ٠القرار٠التاريخي.
الموارنة يَـلْهجون بالأسئلة٠الكبرى وما من Ù…Ùجيب. يسألون: ما هو دور الموارنة٠بعد ÙÙŠ لبنان؟ هل Ø£ÙŽÙَـلَ أم تَغـيَّـرت نوعيتÙÙ‡ وطبيعتÙه؟ ما هي ثوابت٠هذا الدور وما هي متغـيّراته؟ ماذا كان دورÙهم ÙÙŠ المئة سنة٠الماضية، ÙÙŠ الخمسين سنة٠الماضية، بل ÙÙŠ الØروب الأخيرة؟ هل هناك دورٌ ماروني ÙÙŠ لبنان من دون دور٠ÙÙŠ الشرق؟ وهل هناك دورٌ لمسيØÙŠ الشرق من دون الالتزام٠بقضاياه والتعاون مع الغرب؟ لماذا تغـيّـر الدور٠المارونيّ الداخلي؟ أبسبب انخÙاض٠عددÙهم أم بسبب تقدّم الآخرين علمياً وثقاÙياً؟ أبسبب ولاء المسلم للبنان أم بسبب تغـيّـر٠سياسة الغرب؟ أبسبب Øمل٠Øزب الله لواء المقاومة٠الاستشهادية ضد إسرائيل، أم بسبب إخÙاق الموارنة ÙÙŠ الثبات على Øلي٠دائم منذ ثلاثة عقود على الأقل؟…
بانتظار الأجوبة، وهيهات أن تأتيَ من هذه الطبقة السياسية، أنا مسيØيٌ، أؤمن بالمسيØ. وأنا مارونيٌ، أنتمي إلى مار مارون. الأول استشهد على الصليب، والثاني عاش ناسكاً. كذا، ÙŠÙŽÙ€ØÙـدّ٠الÙداء٠والـتَـقشّÙÙ٠والقيامة٠نمطَ Øياة٠كلّ٠ماروني، وإلا تكون٠مسيØيَّتي زائÙةً ومارونيّـتي باطلة وتَسقط Ùكرتي بلبنانَ ممـيّـزÙ. لكن المسيØيةَ Øقيقةٌ ثابتة والمارونيةَ طائÙØ©ÙŒ خالدة… ÙÙŠ لبنان.