الباحث والمحلل السياسي اللبناني يرى أن ما تقوم به عصابة شاكر العبسي تنفيذ لتوجيهات سورية
سجعان القزي لـ "السياسة": كل المخيمات الفلسطينية في لبنان "نهر بارد"
جريدة السياسة الكويتية : الخميس، 21 – يونيو – 2
بيروت ـ من صبحي الدبيسي:
المقدمة
اعتبر الباحث والمحلل السياسي سجعان القزي أن التوطين أصبح واقعاً في لبنان منذ توقيع اتفاق القاهرة سنة، 1969 لاسيما مع تمدد الوجود الفلسطيني بشرياً وعسكرياً في كل لبنان وتحوله في نفس الوقت إلى مشروع دولة محل الدولة اللبنانية، لكنه لفت إلى أن هذا المشروع سقط مع مقاومة اللبنانيين له في حرب نيسان/ ابريل، 1975 وظن اللبنانيون سنة 1982 أن المخيمات الفلسطينية عادت مخيمات، فإذا بهم بتفاجاؤن بأنها أصبحت مجدداً معسكرات ودويلات داخل الدولة اللبنانية. وكل مخيم فلسطيني في لبنان بات دولة فلسطينية على غرار الدولة الفلسطينية المنشأة في الأراضي الفلسطينية المستعادة.
وفي موضوع التوطين الفلسطيني رأى القزي أنه ليس بحاجة إلى حرب "نهر البارد" لكي ينفذ، فهو قائم بحكم الوجود الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، بحكم عدم وجود سلطة الدولة في هذه المخيمات، وخاصة بحكم عدم وجود أفق حل لا للقضية الفلسطينية فحسب، وإنما للانتشار الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة أيضاً، مشدداً على أن الوضع الفلسطيني في لبنان لا يمكن أن يبقى بعد معركة "نهر البارد"، مثلما كان قبلها.
كلام قزي جاء في سياق حوار أجرته معه "السياسة"، تناول فيه أبعاد حرب مخيم "نهر البارد"، وخطر توطين الفلسطينيين في لبنان، ومسببات تفشي الأصوليتين الشيعية والسنية فيه، معدداً ثلاثة عوامل ساهمت بإعادة تسلح الفلسطينيين في المخيمات من بينها الصراع الخفي بين منظمة التحرير الفلسطينية وركنها الأساسي "فتح" من جهة، والمنظمات الفلسطينية الأصولية بركنيها الأساسيين "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من جهة أخرى، ويضاف إليها الحالة الأصولية المنتشرة خارج لبنان والتي قررت أن تنشئ لها قواعد انطلاقاً من المخيمات في لبنان