حسانة زبيب – أكد عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب فريد الخازن ان امكانية الحل موجودة اذا وجدت النوايا لذلك مشيراً الى أن كلما طال أمد الأزمة تصبح الحلول أكثر صعوبة.
قال ان موضوع السلاح والتسلح عند التيار الوطني الحر غير وارد اطلاقاً، مشدداً على أن الجيش اللبناني هو القوة الشرعية المخولة حماية لبنان ويجب ايجاد المعالجات لمسألة السلاح الموجود عند البعض.
واشار الخازن الى أن المسيحيين عتبوا دائماً على بكركي لأنها لا تبادر… ولما قامت بالمبادرة عتبوا عليها لأنها بادرت، ودعا الى اخراج
الأطراف الأخرى. ب عن الخروقات الاسرائيلية الأخيرة للحدود اللبنانية قال: ـ الوضع في الجنوب الآن يختلف عن الماضي، يوم كانت المواجهات محصورة بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، اليوم هناك القرار الدولي رقم 1701، وقد انتشر الجيش اللبناني على الحدود وكذلك اليونيفيل المعززة، ما جعل المسؤولية مباشرة على المجتمع الدولي للتصدي لأي محاولات اسرائيلية لافتعال اشكالات أمنية وكذلك من خرق الأجواء اللبنانية. وأعتقد ان محاولات اسرائيل المتكررة لخرق الهدنة قد تكون تمهيداً لتوسيع رقعة الخروقات لاحقاً… ومن هنا على المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن أن يتصدى لذلك من موقع المسؤولية.ب ماذا تعني لكم موافقة مجلس الأمن الدولي على اتفاقية المحكمة الدولية؟ ـ هذا التوقيع هو اجراء روتيني لا بد أن يحصل… لكن الموضوع ليس فقط بالتوقيع، بل في كيفية ايجاد توافق لبناني حول المحكمة الدولية، سواء وقع في الأمم المتحدة أم لا… أعتقد أن أي عمل تقوم به الأمم المتحدة ويؤدي الى تعميق الشرخ الداخلي لا يساعد على تدعيم السلام في لبنان، وبالتالي سيؤدي الى احداث مشكلة… المحكمة الدولية لا يمكن أن تكون الا بتوافق داخلي حتى لو اضطر الأمر الى تنازلات معينة لأن هذا الموضوع يتجاوز الوضع اللبناني كونه يرتبط بأكثر من دولة وأكثر من طرف وبالدرجة الأولى مجلس الأمن، مع الاعتراف طبعاً بأن هناك مسؤولية يجب أن يتحملها اللبنانيون والا لن يكون أمامنا سوى خيارين: اما ألا تقر المحكمة ونبقى في حالة المراوحة، وبالتالي يبقى الوضع اللبناني مفتوحاً على أي تطورات قد تكون خطرة، واما اللجوء الى تنفيذ القرار تحت الفصل السابع، وهو أيضاً مشروع خلاف لبناني لا يمكن اقرار المحكمة الدولية على أساسه.ب ما سيكون موقفكم في حال أخذ مجلس الأمن بموقف الحكومة وحلفائها لاقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع؟ ـ لا أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يتحقق كونه يحتاج الى موافقة الدول الخمس الأساسية في الأمم المتحدة وهذا غير متاح برأيي، ولو افترضنا انه متاح فسيكون المشروع موضع خلاف داخلي سيؤدي الى الكثير من المشاكل، لذلك فان الطريق الأسلم والأكثر ضمانة، هو اجراء تعديلات على القانون الذي يضمن اقرار هذه المحكمة مع المحافظة على الاستقرار الداخلي، وهذه هي المعادلة التي تعطي البلاد حصانة للوحدة الوطنية.ب مرت منذ أيام… الذكرى السنوية لتوقيع وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله… ماذا حققت هذه الوثيقة خلال عام كامل؟ ـ لقد اتخذت في هذه الوثيقة مواقف مهمة جداً في مواضيع أساسية ومتعددة كمسألة العلاقة مع سورية والسلاح الفلسطيني، قانون الانتخاب، الديمقراطية التوافقية، مركزية القرار الأمني ومواضيع أخرى وصولاً الى البند العاشر الذي يرسم خريطة الطريق في حل مسألة سلاح حزب الله، وذلك استناداً الى ثلاث محطات… تحرير مزارع شبعا، اطلاق الأسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية ووضع خطة دفاعية للبنان من المخاطر الاسرائيلية… وقد تبنى المتحاورون البند العاشر على طاولة الحوار بموافقة جميع الأطراف… أما بالنسبة للبنود الأخرى، فقد كان لافتاً ان حزب الله اتخذ مواقف واضحة ومتقدمة من مواضيع كانت له فيها قبل الوثيقة مواقف مختلفة. كموضوع ترسيم الحدود مع سورية واقامة علاقة دبلوماسية معها، ومسألة اللبنانيين الفارين الى اسرائيل والذي كان بمثابة “التابو” وأيضاً موضوع المعتقلين اللبنانيين أو المفقودين في سورية… ومن ناحية أخرى، فقد اتخذت مواقف حزب الله في بعض الأمور طابعاً رسمياً بعد الوثيقة… لكن هذه الورقة في النهاية تبقى ورقة ولم تتح لها الفرصة لكي تنتقل من الحيز المكتوب الى الحيز العملي لأن اطار الحركة الأساسي هو الحكومة… فحزب الله والتيار الوطني لا يمكنهما أن ينفذا الوثيقة لوحدهما، وانما الهدف من وضعها كان ايجاد الأرضية الصالحة لبرنامج عمل يمكن أن ينفذ ضمن اطار السلطة… وهذا لم يتحقق.ب كيف تقيمون النتائج في ضوء التجربة الملموسة على الأرض؟ ـ لقد ساهمت الوثيقة في حماية الوضع الداخلي من أي شرخ وخصوصاً الطائفي، وفتحت آفاقاً للتواصل بين اللبنانيين، وكانت صمام أمان في مفاصل معينة وتحديداً ابان العدوان الاسرائيلي على لبنان… الوثيقة “ريحت” الجو الداخلي بشكل كبير لكنها أيضاً لا يمكن أن تحقق العجائب بل تحتاج لذلك الى مزيد من التثمير والتمتين ودعم الأطراف الأخرى. يبقى أن نؤكد أن هذه الوثيقة كانت نتاج مرحلة معينة وظروف موضوعية… لكنها ليست عملية ظرفية بل مستمرة كون المواضيع التي تتناولها جوهرية وتحتاج لتنفيذها عبر المدى الطويل.ب يكثر الحديث هذه الايام عن وجود اطراف مسلحة ميليشياوية او شبه ميليشياوية، وظهرت علامات ذلك في يومي الثلثاء والخميس الشهيرين… هل سيلجأ التيار الوطني الحر الى التسلح؟ ـ اؤكد ان موضوع السلاح والتسلح غير وارد اطلاقاً عند التيار الوطني الحر. والجيش اللبناني هو القوة الشرعية المخولة حماية لبنان بمختلف اطرافه واحزابه، ولا مراهنة على اي شيء يدعى “الامن الذاتي”… والا نكون نمهد للدخول في حرب جديدة… نحن نبحث عن كيفية ايجاد حلول ومعالجات لمسألة السلاح الموجود عند البعض وليس عن تشريع حمل السلاح… واؤكد انه مهما كانت الدوافع.. لسنا في هذا الوارد اطلاقاً.ب اذاً… ما هي سبل المواجهة لديكم؟ ــ لا نريد الدخول في أي مواجهة ولا نفكر بمثل هذه السيناريوهات المدمرة للذات وللبنان وبكل اطرافه… لا احد يستطيع التحكم بالجانب الامني، وعندما يحصل الفلتان، لن يكون له اي ادارة.ب كيف قرأتم بيان المطارنة الموارنة الاخير خصوصاً في ظل التأكيد على ميثاق الشرف الذي وقعتم عليه؟ لقد كان هناك عتب دائم من المسيحيين على بكركي انها لا تبادر ولا تقوم بدورها… ولما قامت بمبادرة، عتبوا عليها لانها بادرت … المطلوب اخراج وثيقة الشرف من التجاذب السياسي، لانه اساساً بعيد عن السياسة، ويتكلم عن معايير معينة في طريقة تعامل السياسيين مع بعضهم البعض ومن الجوانب الاخلاقية والادبية والاحتكام الى الحوار وعدم اللجوء الى السلاح. اذاً … فقد قامت بكركي بالمبادرة وعلى السياسيين الموارنة ان يلتزموا بها ويدعموها ويبعدوها عن التجاذب والتخاذل.ب في تقديركم… الى اين يتجه الوضع في لبنان؟ ــ نحن في هدنة غير معلنة، لكننا لا نزال في مرحلة الازمة ولا يمكننا ان نستمر هكذا لوقت طويل… فالأزمة الداخلية مرتبطة ايضاً بالمسائل الاقليمية والدولية حيث الامور مقبلة على مرحلة من التشنجات الكبيرة وربما حروب وصدامات عسكرية. .. واذا استمررنا في وضع المراوحة هذا وحصل ما يمكن ان يحصل في المنطقة فسنكون معرضين لمخاطر اكبر. ومن هنا فان ايجاد الحلول ضروري لمصلحة جميع اللبنانيين والمعادلة اضحت واضحة: انشاء حكومة وفاق وطني بالتلازم مع المحكمة الدولية… اضافة طبعاً الى اعادة لبننة الازمة والخروج من سياسة المحاور.ب هل ثمة ما يطمئن قريباً؟ ــ امكانية الحل موجودة بالتفاهم اذا وجدت الارادة والنوايا لذلك… وكلما طال امد الازمة تصبح الحلول اكثر صعوبة… اعتقد ان لا احد لديه مصلحة لافتعال المزيد من الاشكالات في لبنان… لكن في الوقت ذاته لا ارى حلولاً قريبة… ذكرى الحريري ب أيضاً، بعد أيام قليلة، تمر ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تبعها من آلام على الوطن…كيف تنظرون الى هذه الذكرى كمعارضة، علماً انكم في التيار الوطني الحر كنتم من المشاركين الاساسيين والفاعلين في 14 آذار عندما كان التحرك على الصعيد الشعبي؟ــ المناسبة تحمل الكثير من الحزن لخسارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولها اكثر من بعد انساني وعائلي وسياسي… في 14 شباط الماضي كانت الذكرى الاولى، ونظمت الاكثرية احتفالاً كبيراً اطلقت خلاله مواقف سياسية قوية جداً… واعتقد ان الوضع اليوم يختلف نظراً للأزمة الكبيرة التي تشهدها البلاد… وفي ظل هذه الاجواء، يحق لفريق الاكثرية ان يقيم احتفالاً بمناسبة الذكرى لكن نأمل الا يكون مناسبة لافتعال اي فتنة او وضع يؤدي الى مزيد من التأزم.ب البعض يخاف من اشتباكات، او تصعيد في هذه الذكرى… هل تعتقد انها ستمر على خير؟ ــ برأيي ان الامور ستمر بسلام، فكل فريق له الحق في التعبير عن توجهاته خلال هذه المناسبة لكن ليس من مصلحة احد خلق اوضاع امنية سيئة، وقد جربنا “بروفة” منذ اسبوعين واي جنوح باتجاه خلق فتنة مفتوحة ستكون انعكاساته كارثية على جميع الاطراف من دون استثناء. |