وديع-الخازن لم تعد فرضية التوطين وهماً، لأن التطورات الأخيرة أثبتت النية الإسرائيلية المبيّتة في إجهاض أي محاولة لقيام دولة فلسطينية بعد تأكيد وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إسقاط حق العودة للقبول بأي بحث في المبادرة العربية التي طرحها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت سنة ,2002 وأعاد التأكيد عليها في قمة الرياض الأخيرة. ففكرة المفاوضات على إقامة دولة فلسطينية لم تكن يوما أمراً واقعياً في نظر الإسرائيليين، لا سيما رفضهم المسبق لعودة فلسطينيي الشتات، حيث استبعد وزير الخارجية الأسبق شيمون بيريز فكرة البحث في عودة اللاجئين. ومنذ لحظة اندلاع الأحداث في لبنان عام 1975 كانت الخطة تقضي باقتلاع المسيحيين عندما حاول الموفد الأميركي إلى لبنان دين براون في حينه أن يقنع الرئيس الراحل سليمان فرنجية بضرورة ترحيل المسيحيين إلى كندا ودول أخرى تمهيدا لتوطين الفلسطينيين. إلا أن إصرار الرئيس فرنجية على رفض هذا المخطط أسفر عن مواجهته له والحؤول دون تحقيقه. قد يكون المسيحيون أكثر المتضررين لأنهم كانوا المستهدفين الأساسيين من هذه السياسة
ومنذ اتفاقية «كامب دايفيد» سنة 1978 كرّت سبحة الصفقات المنفردة في أوسلو 1 و2 ووادي عربة. وقد صبّت كل هذه المحاولات الإسرائيلية المتسلسلة في تفكيك عُرى الموقف العربي الجامع حول القضية الفلسطينية، والذي ظلّ حتى القمة العربية في بيروت صامتا عن «حق العودة» حتى اللحظة التي وقف فيها رئيس الجمهورية إميل لحود داعياً إلى تضمين البيان الختامي هذا البند في توصياته، ثم عاد فأكد عليه في مؤتمر الرياض الأخير لئلا يستجيب التراخي العربي، باستثناء لبنان وسوريا، مع السياسة الأميركية العليا في المنطقة. ولا عجب أن تقنع إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الملك الأردني عبد الله الثاني بـ«ضرب صفح» عن هذا المطلب لتسهيل عبور المبادرة العربية المطروحة للسلام بدليل ما قاله الملك عبد الله الثاني، إثر زيارة وفد من الكنيست الإسرائيلي، من أن البحث في تعويض فلسطينييي الشتات، هو أجدى من كيفية إعادتهم لإنجاح خطة مبادرة السلام العربية. مهما يكن من أمر، فإن قضية اللاجئين الفلسطينيين تبقى محطة اهتمام مركزية بعدما تحولت لمأساة إنسانية مع ما لها من تأثير ديموغرافي على البلدان التي نزحوا إليها، والتي يشكل لبنان قنبلة موقوتة لاستخدام المخيمات فيه لأغراض تسيء إلى جوهر قضيتهم المحقة . وزير سابق
admin
|