Khazen

Friday, 11 May 2007

 فوجئ الوسط السياسي امس بالاطلالة اللبنانية المبكرة للرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي والتي تعتبر اول مبادرة له حيال ملف عربي حتى قبل ان يتسلم مهماته الدستورية رسمياً من الرئيس جاك شيراك في 16 الجاري.ذلك ان استقبال شيراك وساركوزي معاً لرئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري في قصر الاليزيه اكتسب بُعداً مهماً نظراً الى انه اللقاء الاول لساركوزي مع شخصية اجنبية منذ انتخابه.

واذ وصفت "وكالة الصحافة الفرنسية" هذا اللقاء بأنه "خطوة ذات دلالة من شيراك لتسليم خلفه ساركوزي الملف اللبناني العزيز على قلبه في حضور ابن رئيس الوزراء اللبناني سابقاً"، عكست المواقف التي نقلت عن شيراك وساركوزي في اللقاء تمسكهما بالسياسة الفرنسية المتبعة حيال لبنان. فالناطق باسم قصر الاليزيه اوضح ان شيراك "ذكّر بالالتزامات الفرنسية من اجل السيادة التامة والكاملة للبنان"، وشدد على "ضرورة وضع القرارات الصادرة عن مجلس الامن حيّز التنفيذ واحترامها من اجل ان تتحقق العدالة ومن اجل استقرار لبنان ولا سيما انشاء محكمة ذات طابع دولي".اما الحريري فنقل عن ساركوزي "تأكيده ضرورة تشكيل المحكمة الدولية"، وكذلك "ضرورة استمرار العلاقات بين لبنان وفرنسا على ما كانت عليه خلال ولاية الرئيس شيراك".ولوحظ ان الحريري اعلن عقب اللقاء انه "بات على الامم المتحدة الآن ان تتخذ قرار تشكيل المحكمة تحت الفصل السابع"، مضيفاً: "انا سعد الحريري اؤيد تشكيل المحكمة تحت الفصل السابع".

وقالت مصادر قريبة من الحريري ان استقبال شيراك وساركوزي له في قصر الاليزيه اثار اهتماماً اعلامياً في فرنسا. ونقلت عن محللين قريبين من ساركوزي ان الرئيس المنتخب اراد عبر هذه الخطوة اطلاق رسالة في ثلاثة اتجاهات: الاول ان العلاقة بين فرنسا ولبنان ليست شخصية ومن الطبيعي ان تكون فرنسا مع قيام المحكمة الدولية. والثاني تبديد الاتهامات التي وجهت الى ساركوزي بانه ضد العرب فاختار حتى قبل استقباله رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وقبل تسلمه مهماته رسمياً الاطلالة الخارجية الأولى له من ملف عربي اقتناعاً منه بان اغتيال الرئيس رفيق الحريري يمس الشعور العربي والاسلامي. اما الاتجاه الثالث فتمثل في استقباله سعد الحريري كأحد الزعماء السياسيين من جيل شاب صاعد في الدول العربية المعتدلة.