Khazen

Wednesday, 30 May 2007

  طالب العماد ميشال عون باجراء انتخابات نيابية مبكرة في اشراف مراقبين من الامم المتحدة لحل الازمة في لبنان، ورفض "استخدام البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اداة سياسية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية".
واذ شدد على "ضرورة القبض على حركة فتح الاسلام وتسليم اعضائها الى الجيش ومن ثم محاكمتهم"، لاحظ "انهم بعدما فشلوا في اشعال الفتنة في البلد من الداخل، استخدموا قوى اجنبية".
وقال عون الذي يزور باريس منذ أيام في مركز الصحافة الخارجية بدعوة من نادي الصحافة العربي: "مخطط فتح الاسلام فشل، ولكن ينبغي مواكبة العمليات العسكرية بعملية سياسية، وان المخطط الذي وضعته الحكومة يجب ان يؤدي الى تسليم القتلة الى الجيش اللبناني لمحاكمتهم"، واتهم الحكومة اللبنانية بالتقصير في مكافحة المنظمات الارهابية، على رغم انه "سبق ان حذرنا منذ شباط الماضي من توسع المجموعات الارهابية في لبنان، وبعثنا برسالة في هذا الشأن الى الامين العام للامم المتحدة بان كي

وطالب باجراء تحقيق لمعرفة طريقة وصول مجموعة "فتح الاسلام" الى لبنان. واضاف: "يريدون تقويض استقرار لبنان وبعدما فشلوا في تقويضه من الداخل استخدموا قوى اجنبية. وبعد انجاز التحقيق يجب التقدم بشكوى الى الامم المتحدة ضد الدول الداعمة لهذه الجماعات"، رافضاً اتهام سوريا او اي دولة اخرى بالوقوف وراء "فتح الاسلام" في انتظار التحقيقات. وشدد على انه "لا بد من معالجة ازمة مخيم نهر البارد عبر الجيش مع الحفاظ على حياة المدنيين فيه".
واعلن موافقته على المساعدات الاميركية للجيش وقال "عندما يكون الانسان معرضاً كما يحصل الآن بالنسبة الى الجيش فإنه يقبل المساعدات من اين اتت، من الولايات المتحدة من الصين او من روسيا، فمصدر السلاح غير مهم عندما يكون الامر دفاعاً عن النفس". وسأل "لماذا توجد في لبنان منظمات ارهابية؟ فهل هو محتل لتحريره؟ وهل مسموح بدخول هذه المنظمات من بلدان مجاورة؟"، واكد ان موقفه "لا يتعارض مع موقف "حزب الله" من الاحداث الجارية، فالحزب طالب بعملية سياسية وقضائية". لكنه اضاف "ان عدم تسليم جماعة فتح الاسلام الى العدالة امر خطير، فالفلسطينيون يعتبرون انهم رهينة فتح الاسلام، واللبنانيون لا يريدون ان يكونوا رهينة هذا التنظيم الارهابي".
وتناول استحقاق رئاسة الجمهورية، قال: "يعيش لبنان في معركة دائمة لرئاسة الجمهورية، وخصوصاً في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه، الا اننا نرفض استخدام البطريرك الماروني اداة سياسية في الانتخابات الرئاسية واعطاءه دوراً انتخابياً لا يملكه وذلك لمواجهة ترشيحه بمرشح توافقي تدعمه بكركي".
وعرض خطة لاخراج لبنان من ازمته، فرأى ان "لا حل في ظل تعطيل المؤسسات الدستورية الا بالعودة الى الشعب عبر انتخابات نيابية مبكرة. يجب ان يخضع الجميع لارادة الشعب كما يحصل في كل الدول المتحضرة"، وانتقد حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي "تدعي انها تحكم باسم الغالبية وترفض تأكيد ذلك بالعودة الى صناديق الاقتراع"، مشدد على "ان المعارضة اللبنانية لا تطلب الا المشاركة في الحكم والاحتكام الى رأي الشعب صاحب السيادة، ونحن ننتقد موقف الدول الغربية التي تطالب بانتخابات في الاراضي الفلسطينية وترفضها في لبنان، وانا لا أعارض اجراء انتخابات في اشراف مراقبين من الأمم المتحدة".
وأوضح انه لم يكن بينه وبين فرنسا انقطاع في العلاقات بل "خلاف مع مسؤولين لان العلاقات بين لبنان وفرنسا تاريخية. فالمسؤولون يغادرون، اما الشعب فيبقى، والتغيّر الذي حصل ليس راديكالياً لكن هناك بعض التعديلات في السياسة الخارجية الفرنسية وهذا يعود الى الواقع السياسي الجديد".
وأكد تمسكه بانشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقال: "أنا أول من اقترح فكرة المحكمة، لكنني اردت ان يكون انشاءها شفافاً ووفق الاطر الدستورية اللبنانية، ونأسف لعدم الشفافية التي شابت طريقة اقرار المحكمة في لبنان، وأدت الى اثارة شكوك لدى بعض اللبنانيين، ثم احيلت على مجلس الأمن من دون مناقشتها في المؤسسات الدستورية، ونحن نحذر من ان تكون المحكمة التي قد تقر في مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة عنصر عدم استقرار في لبنان اذا خرجت عن هدف العدالة استخدمت لاغراض سياسية".
واعرب عون عن رغبته في "زيارة سوريا كصديق وبعيداً عن السياسة"، موضحاً انه لن يقوم بذلك حالياً تحاشياً لافتعال ازمة مع الحكومة اللبنانية، وردّ على من يصفونه بانه "حليف سوريا وايران"، قائلاً: "ثمة الكثير من الافكار التبسيطية، فلكل واحد تاريخه الذي يشهد له"، مذكراً بمناهضته لسوريا في فترة الوجود السوري في لبنان، ومشدداً على "ضرورة التعايش بسلام بين لبنان وسوريا"، وقال: "أين الخطأ عندما نقول انه يجب العيش بسلام مع سوريا، فلدينا مصلحة في هذا ولسوريا ايضاً مصلحة"، وانتقد "المعادين لسوريا في لبنان اليوم، اذ عندما غادرت سوريا لبنان ظهر الكثير من المقاومين لها ولكن عندما كانت موجودة في لبنان كان التيار الوطني الحر وحده ضدها". وقال: "هناك جدل اليوم في لبنان وسوريا ولا بد من التعامل بشفافية مع هذا الملف"، مذكراً بان وثيقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" نصت على "ان لا عودة بأي شكل الى السيطرة السورية على لبنان".
ورداً على سؤال قال: "الوقت لم يحن بعد لاجراء اتصالات مع اسرائيل. واحبذ فكرة تأليف لجنة للتحقيق في الاعتداء الاسرائيلي الاخير على لبنان، تكون ضمن الأطر الدولية لتحديد مسؤولية الاعتداء".
وفي حديث مع اذاعة "مونتي كارلو" تناول عون العلاقة مع فرنسا، فلاحظ "ان هناك انفتاحاً على سياستنا، مع التذكير باننا لم نكن نريد اي انقطاع مع السياسة الفرنسية لكن شخصنة العلاقات مع لبنان اساءت الى تاريخ العلاقات اللبنانية – الفرنسية، ان اي علاقة مع لبنان يجب ان تقوم على أساس فهم التركيبة اللبنانية كما هي، واللقاء في ذاته يشكل تغييراً وارادة اصغاء ومن المؤكد ان هناك فوارق في النظرة ولكن يمكن تقليصها عبر التواصل. ليس مهماً ان يكون احد على حق، بل ان نصل الى حل محق".
وقد التقى عون الذي يزور باريس تلبية لدعوة من دار "فيار" للنشر التي اصدرت كتابه "رؤية اخرى للبنان"، امس وفداً من جمعية الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسية، في حضور النواب عباس هاشم وادغار معلوف ونبيل نقولا.