Khazen

إلى سفّــــــــاكي الــــــــدم في العـــــــراق
إلى أيـــــــن تهربــــــون يـــــا "أولاد الأفـــــــاعي" ؟

الأب الدكتور يوسف مونّس

<><>

الى اين تهربون يا قتلة الكاهن عادل يوسف في العراق وانتم تتكلمون على الاسلام الرحمن الرحيم ووجه عيسى منوّر في القرآن، كما وجه امه مريم النقية المصطفاة؟ دماء الابرياء النقية تنتصب امامكم كأشجار النخيل في سهول العراق. انها تسيل كنهري دجلة والفرات ولن يوقف مجراها لا رصاصكم ولا خناجركم تدعون باسم الله عليها وتذبحون وتعتقلون والله منكم براء. أصدق الحجاج عندما قال فيكم يا اهل العراق يا اهل الكذب والنفاق؟
صراخ الابرياء الذين غسلوا ثيابهم بدم الحمل، كما يقول كتاب الرؤيا، يسألكم "ماذا فعلت بأخيك"؟ انه دمه يصرخ الي الى السماء؟ "وملائكتهم يعاينون وجه الله"! "وهم مولودون من الله" وانتم من "الوحش ولدتم" كما يقول الكتاب، وستذهبون الى "النار" الى "الجحيم" الى "الهاوية" الى "جهنم" ولا سماء لكم ولا اله. انتم كما يقول يسوع "الحيات اولاد الافاعي، وقبور مكلسة". وانا غاضب اليوم، انا الذي كتبت لاجل طفل اسمه "علي صلب في العراق"، وقد تُرجم هذا النص الى الفرنسية والانكليزية والالمانية… انا غاضب قلق، ودمي ينزف ودموعي وانا اصلي. لكن صراخ اليهود ضد يسوع، يضج في اذني: "ليكن دمه عليكم وعلى اولادكم" وهو يقول "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون". لينزل عليكم غضب السماء ولعنة الارض كما قال الكتاب "ستكون ملعوناً بسبب الدم الذي سفكته، سيأكل السرطان والوباء والبرص والطاعون عظمكم ولحمكم وتقتلكم جريمتكم، لاجل الاثم الذي صنعتم. "الا تخافون الله"؟
ستلحس الكلاب دماءكم في الساحات، كما لحست دم نابوت اليزرعيلي ودم المطران رحو ودم الكاهن عادل وكل الابرياء والانقياء والشهداء. الكاهن الرقيق الرهيف اللطيف يقف هنا مع يسوع يغفر لكم مع بقية الكهنة والاساقفة والرهبان والراهبات والمسيحيين المؤمنين الذين سقتموهم "كشاة الى الذبح" امام الكنيسة او في الاقبية او على الطرقات. رمال بوادي بغداد تزهر عقيقاً احمر ينشد للقيامة والحب والرجاء والسلام. ماذا فعل الاب عادل لتذجوه بالرصاص امام مذبحه وكنيسته ورعيته؟ ماذا فعل الا انه صلّى باسم الله؟ واحب اله المحبة حتى انه بذل نفسه، كما يسوع، عن احبائه؟ الا انه تعمد باسم يسوع ولبس المسيح وقام كاهناً امام الرب وامام الناس؟ هزّتني مشاهد موته ودفنه وحزن اهله وعائلته ووجهه البهي الشاب المنذور لحب كل اهل العراق وكنيسته المشرقية السريانية الارثوذكسية وخدمة كنيسة الرب.

أنسيتم انكم اولاد حمورابي ابو شرائع حقوق الانسان وتنوّع الحضارات والمعتقدات؟ وانتم اولاد ابرهيم وشركاء في حب موسى وعيسى وانتم من ارض الشعر والثقافة فكيف ذهبتم الى البربرية الدينية والجنون وتبعتم اناساً مهووسين مختلين نفسياً؟
اية عمائم قاتلة رجعية سلفية علمتكم هذا الحقد والكراهية والبغض فنقضتم نصوص القرآن مع النصارى "الذين عندهم الرهبان والقسيسون وهم لا يستكبرون"؟ كيف نقضتم عهد الله وعهد الرسول الذي ذكركم به صديقي الدكتور محمد السمّاك؟ كيف اهنتم شرف العراق في الاخوّة العربية وحب ارض الرافدين وهويتكم النبيلة التي تنكرتم لها بجريمتكم ولوثتم شرف الضيافة والتجاور؟ فامسحوا بنعل احذيتكم هوية لا تليقون بها، مزّقوا كتبكم المدنسة التي باسمها حللتم قتل المسيحيين الابرياء.
تريدون تهجير المسيحيين وهم كانوا قبلكم هنا ابناء الارض هم السريان، الكلدان، الاشوريون وهنا سيبقون، لان صليب يسوع، صليب الموجوعين والضحايا سيبقى قائماً على كل الارض ونسل الاشرار الخاطئين امثالكم يزول؟ والضحايا تفتدي جلاديها.
كيفت تنسون ان العراق ارض كربلاء، وارض اور وكلده وبابل وبغداد واداي وماري انها ارض المشرق وليست مسكن الظلام والهمجية.
يا قتلة الانبياء، انتم اليهود الجدد، ومثلهم، قتلتم وسفكتم على المذابح والصلبان دم الانقياء والاطهار. انتم، لا فرق بينكم وبين من تقولون عنهم "الصهاينة"، فأنتم من جنس واحد واصل واحد. انتم صهاينة الاسلام واولاد الشيطان. "الشيطان ابوكم وانتم ابناؤه ومنه ولدتم وهو ابوكم ابو الاثم والشر" كما يقول الكتاب.
ولن اقول كما قال صديقي جورج ناصيف في جريدة "النهار"، الاربعاء 9 نيسان 2008 تحت عنوان: "من يشتري مني تذكرتي"؟ بل سأقول: "تعالوا اهديكم تذكرتي انا لا اؤمن لا بعروبتكم ولا بإسلاميتكم الذابحة الكارهة ولا بصلواتكم ايها القتلة الجبناء الذين معكم ضاعت فلسطين وتدمر لبنان وتجرّح العراق وانتم تكذبون، تكذبون، "عرب انتم" ("النهار"، الاحد 27 تشرين الاول 2002)، كما يقول الشاعر ياسين سويد وانتم تتلهون والسكاكين واحدة. يقول جورج ناصيف "وملة المتلمسين رحمة الرحمن حزانى مقدار حزني"، "وانا نفسي حزينة حتى الموت" وطرق العراق وفلسطين ولبنان مليئة بالجثث والجنون وانا اتلو مزاميري وابكي على انهار بابل الاب عادل والمطران رحّو وكل الشهداء الاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والناس الانقياء الابرياء، حتى يصل صوتي الى الجلجلة وكربلاء لينزل الملاك ويفتح الاختام ويُلقي بهؤلاء التنانين في الهاوية والظلام.
رأيت سيوفكم تحزّ رقاب الابرياء
رأيت بنادقكم واللحم الممزق
رأيت الافواه المفتوحة
رأيت الايادي المقطوعة والارجل المتناثرة
والاجساد المفككة المشلّعة
سمعت صراخ الدم وعويل النساء
سمعت اجراس بابل تقرع وهدير نهري دجلة
والفرات ومياه الاردن المقدّس والنيل المبارك
والليطاني والثلج المتساقط على جبال الارز
والايام الآتية ايام رجاء "وستمحو الاقدام الهمجية" كما
تصلّي وتنشد سفيرتنا الى النجوم السيدة فيروز.

أمين سر اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام.

الأب الدكتور يوسف مونّس