Khazen

مع شكرنا لكلّ الدول التي سعت وساهمت في إنجاح اجتماعات الدوحة وبصورة خاصة دولة قطر بشخص أميرها ؛ يمكننا أن نستخلص العبر التالية :

      أثبتت التجارب أننا عاجزون عن الإجتماع والحوار وإستنباط الحلول بدون وسيط أو رقيب أو وصي ؛ إن أسوء ما وصلنا إليه اليوم هو اعتراف اللبنانيين وعلى رأسهم السياسيِّين بعجزهم وتسليمهم بمقولة أنَّ حلَّ الأزمات اللبنانية لم يعد بيد اللبنانيين بل بيد الدول الأخرى .

      صحيح أن سوريا تتدخل في شؤوننا كذلك إيران والسعودية وأميركا وغيرها من الدول ، وكل دولة تبحث عن مصالحها ولا تتردد في إستخدام لبنان ساحة لتحقيق مكاسبها أو تصفية حساباتها ولكننا أمام هذا التدخل أثبتنا عجزنا كلبنانيين عن إدارة شؤوننا وقدرتنا على بناء دولة مستقلة ذات قرار حر ، سيشمت بنا وبقياداتنا كل الطامعين في لبنان .

      حان لنا أن نحزم أمرنا ونكف عن التطلع والإرتهان للخارج ، سواء جاء هذا الخارج من الشرق أم من الغرب ، حان لنا أن نجد أنفسنا حيث يجب أن نجدها لا في الشرق ولا في الغرب بل في وطننا لبنان . من أجل ذلك ، لا بد من تحييد لبنان عن صراعات الدول ونزاعاتها لا سيما صراعات المنطقة ، وحدها سياسة الحياد تبدو اليوم الضامن الوحيد لمستقبل الشعب اللبناني بتعدديَّة انتماءاته وولاءاته ، وهذا لن يتحقق ما لم يكن مطلباً لبنانياً يصدر عن سلطة لبنانية محايدة تجسدها حكومة وفاق وطني فلا تنحاز الى فئة على حساب فئة أخرى ولا الى طائفة على حساب طائفة ، بل يتمثل فيها الجميع على قدم المساواة .

      إنَّ الظروف تبدو اليوم مؤآتية لإيجاد صيغة لتحييد لبنان وإبعاده عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية .

      هكذا حكومة بإستطاعتها إذ ذاك ان تعلن حياد لبنان تجاه المعسكرَين اللذين يتقاسمان العالم العربي اليوم ؛ فنحن مع العرب إذا اتفقوا ، وحياديين إذا اختلفوا . هكذا حكومة بإستطاعتها أن تطلب وضع نظام دولي يضمن ويكرس هذا الحياد كما هو حاصل في النمسا . فتعترف وتضمن هذا الحياد الدول التي تتزاحم على التدخل في الشأن اللبناني ، وفي ذلك مصلحة لنا ولها .

جونيه ؛ في 21/5/2008        النائب نعمة الله أبي نصر