Khazen

 
 عندما كتب جبران تويني رسالته الاشهر: "كتاب مفتوح الى الرئيس السوري بشار الاسد" قامت دنيا الازلام والمحاسيب وعسس الاستخبارات وعملاء الوصاية والاحتلال عليه يرشقونه بالحرم الاكبر، لكن الايام اثبتت صحة كلام جبران تويني ورؤيته المستقبلية، فإذا بالاحتلال السوري ينزاح عن لبنان. واذا بالنظام البعثي السوري نفسه يترنح تحت وطأة الحراك الشعبي. لعل قلة تعرف بأنه كان على تواصل مع مجموعة كبيرة من الناشطين العرب والسوريين خصوصاً ابان التحضيرات لما سمي منذ ذلك الوقت بـ"ربيع دمشق". وربما كان نشاط جبران تويني سبباً رئيسياً في التعجيل بقرار اغتياله لئلا تتحول "النهار" منبراً للناشطين السوريين.
 
ماذا يقول رفاق جبران تويني في ذكرى استشهاده، وهل هناك من كلام لم يقل في الكلمة السيف؟
 
بطرس حرب: تأكيد الالتزام
النائب بطرس حرب يعتبر ان "الذكرى هي لتأكيد التزام المبادىء التي اعلنها جبران وناضل من اجلها، والأهم ان الذكرى مقياس لمدى التزام العناوين التي قامت عليها ثورة الأرز في السيادة والاستقلال وبناء الدولة العادلة والقادرة والحياة الكريمة للمواطنين. واهمية الذكرى هذه السنة انها تتزامن مع الربيع العربي الذي اكد مدى اهمية اشعاع ثورة الارز في محيطها العربي الرازح تحت نير الاستعباد والانظمة الديكتاتورية. واعتقد ان استشهاد جبران تويني ورفاقه حرك مشاعر دفينة نحو الحرية لدى الشعوب العربية وشرع الباب واسعاً نحو رحاب الحرية والديموقراطية. وهذه هي التعزية لنا كلبنانيين ان دماء جبران ورفاقه لم تذهب اهداراً".    

نايلة معوض: استدرجوه
تختصر الوزيرة السابقة نايلة  معوض شريكة جبران تويني في "لقاء قرنة شهوان" بان "جبران كان واضحاً وجريئاً في رؤيته الى لبنان وأزماته وسبل الخروج منها نحو لبنان الحر والديموقراطي، وبلغت جرأته حد الاستشهاد. ولقد استدرجوه لكي يعود الى لبنان ويقتلوه". وتذكّر بأن جبران راهن على الشباب وحوَّل "النهار" و "نهار الشباب" منبراً لتحدي الوضع القائم وزرع بذور النهضة بين صفوف الشباب اللبناني". كما تذكّر بجبران خطيباً يوم 14 اذار 2005، "في أفضل تعبير عن حال الوحدة الاسلامية – المسيحية التي تحفظ الاستقلال وتحمي العيش المشترك".
وفي غمرة مشاهد "الربيع العربي" تتذكر جبران تويني وسمير قصير اللذين آمنا بضرورة استكمال ربيع بيروت بربيع اخر وعملا من خلال مقالاتهما وكتاباتهما في "النهار" على نثر بذور هذه الانتفاضة ايماناً منهما بحتمية التحول نحو الديموقراطية في العالم العربي".

ليلى الصلح: جبران مظلوم
الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة تختصر جبران بأنه "احد افراد العائلة وصاحب المآثر". وتغدق عليه صفات الوفاء والمحبة لوطنه واصدقائه، وخصوصاً  لذكرى ماجد حمادة وفتحه صفحات "النهار" امام مقالات السيدة علياء الصلح على الصفحة الاولى. وتخلص ليلى الصلح الى ان "ما تعرض له جبران تويني كان ظلماً وتجنياً".

تمام سلام: ايقونة شبابية
النائب تمام سلام وصف ذكرى جبران تويني بأنها "طيبة لرجل كان رائده في الحياة الجرأة والصراحة والعنفوان". وقال: "ما مارسه من مواقف مبدئية وتمسك بالاقتناعات كان قائماً على ارث كبير من العطاء الوطني الخالص. كان جبران تويني ايقونة شبابية ورمزاً للعطاء. ورغم الفارق في السن وبعض خلافات كانت في الاراء بين النائبين سلام وتويني يصر نائب بيروت على ان روحية الشباب التي جسدها جبران جمعتهما معاً. ويتذكر: "كان فتياً مقارنة بالمتقدمين في العمر من السياسيين لكنه جمع الحكمة الى الشجاعة وجارى الشباب والمتقدمين في السن، وبحيويته وتلك القدرة المميزة على التفاعل مع الاخر في كل مناسبة كان جبران متوقد الذهن وحاضراً ابداً بتلك الروحية الطيبة". 

مجدلاني: قسمه صلاة
النائب عاطف مجدلاني قال "اهل بيروت ولبنان يتذكرون جبران تويني مع كل صيحة ديك، ويرونه في كل موقف جريء ووقفة شموخ". ويضيف: "نتذكرك ونعتذر منك لعدم استكمال الاستقلال الثاني وانت تشهد من عليائك، تعنت البعض واستشراسهم في تغليب الباطل على الحق، وكذلك نعتذر عن تعالي اصوات الحقد والعمالة". 
وتوجه الى جبران بالقول: "سنبقى اقوياء لاحقاق الحق والاقتصاص من المجرمين وليبقى لبنانك حراً سيداً ومستقلاً ويبقى قسمك صلاة يتلوها كل المؤمنين بلبنان".  

فارس سعيد: يفتقده لبنان
منسق الأمانة العامة لـ14 آذار فارس سعيد قال: "لبنان يفتقد جبران تويني اليوم فيما نحن على أبواب مرحلة مفصلية تُشبه عام 2005 عندما تحوّلت "النهار" مكاتب للثورة ومنظّريها وقيادتها.
وجبران القسَم والوحدة الإسلامية – المسيحية، يفتقده لبنان الذي يعيش مرّة إضافية في ظلّ الإنقسامات المذهبية الحادة. وجبران المدني يفتقده لبنان في لحظةٍ يتخلّى فيها اللبنانيون عن لبنانيتهم ويعودون إلى مربعاتهم الطائفية. وجبران المناضل، يفتقده لبنان في لحظةٍ يدخل فيها الجميع حسابات الربح والخسارة. ستظل يا جبران صديقي الى الابد. يا من علمتنا درساً في التضحية والوفاء".

منى فياض: كسر الخوف
اما الدكتورة منى فياض فتقول: "ان شهادة جبران تويني لم تذهب هباء. كانت له المساهمة الاكبر في كسر حاجز الخوف بمقالاته الشهيرة منذ عام 2000، والتي فعلت فعلها في وجدان الرأي العام. وشجاعة جبران بلغت شاناً كبيراً لأنه لم يكن يخشى قول ما يفكر فيه ولم يتردد في نقل معاناة اللبنانيين، ورفع الصوت ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. ورأيي ان جبران تويني استدرج لقتله من خلال اللعب على وتر شجاعته الفائقة".
ولكن… لا شيء يذهب هباء على ما تقول فياض، "فمسيرة تويني الشهيد درس للبنانيين والعرب فحواه أن لا بد من دفع ثمن للحرية، وانتفاضة الشعب السوري بلحمه الحي وبدون اي مساندة لا تختلف كثيراً عن مقاومة جبران تويني وارادته الصلبة"