في عيد الميلاد نجدد إيماننا بما رأينا وسمعنا. لقد رأينا النور الحقيقي مشرقا في مغارة بيت لحم، وسمعنا كلمة الله الآتي من عند الآب، كلمة الحق والمعرفة. لذلك نرتل في طروبارية العيد: "ميلادك أيها المسيح إلهنا قد أظهر نور المعرفة في العالم". لم نعد بعد في حيرة الشك وظلمة الجهل. لذلك نرتل فرحين: "إن مخلصنا قد افتقدنا من العلى، من مشرق المشارق، نحن الذين كنا في الظل والظلمة، وصادفنا نور الحق، لأن الرب قد ولد من البتول". كل سنة مع ميلاد المسيح نولد نحن من جديد. فإذا كان في نفسنا بعض الظلمة، ميلاد المسيح يبدد تلك الظلمة. وإذا كان في عقلنا بعض الشك، ميلاد المسيح يبدد ذلك الشك. وإذا كان في قلبنا بعض البغض ميلاد المسح يزيل ذلك البغض. قال بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2 كو 17:5). ويوحنا الرسول يقول في رسالته الأولى: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فهو مولود من الله؛ وكل من يحب الوالد (أي الله الآب) يحب المولود منه (أي الناس بوصفهم أبناء الله). بهذا نعرف أنا نحب أولاد الله إذا ما أحببنا الله وعملنا بوصاياه؛ فهذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه؛ ووصاياه ليست بثقيلة، لأن كل مولود من الله يغلب العالم، والغلبة التي بها غلب العالم إنما هي إيماننا" (1:5-4).
يعيش المسيحيون اليوم في بلداننا العربية ظروفا صعبة. ويتساءل الكثيرون عن مستقبل المسيحيين ومستقبل وجودهم في الشرق. لقد قال السيد المسيح لبطرس الرسول: "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى 18:16). وفي العشاء السري قال لتلاميذه: "في هذا العالم ستختبرون الشدة، ولكن ثقوا، فإني قد غلبت العالم" (يو 33:16).