Khazen

 



ساساً، ولا حتى قنّ دجاج. تغيّرت القرى. ليس في ألوان الخضر التي في الدكان، أو في رائحة المناقيش ما يفتح الشهية. الساحة خالية، حتى من نصب للشهداء. مجرد جدران تملؤها النعوات. هو التمدن يقتضي إحلال سيارة سوداء بشعة محل سواعد الشباب في نقل المسنّين من أسرّتهم إلى القبور. يتزوجون في بيروت ويُدفنون في عكار. تتكرّس الصورة يوماً تلو آخر: لا يأتي من عكار غير النقّ ووجع الرأس. يتفرج الشباب على أهاليهم يفاوضون عمالاً سوريين لقطف العنب أو الزيتون.


لاحقاً يتأففون من ملء أهلهم المنزل برائحة العرق. من مظاهر التمدن أن تعمل «وايتر» في أحد مطاعم العاصمة خمسة أيام في الأسبوع، ثم تستهزئ في اليومين المتبقيين بكدّ أهلك لتحصيل

رزقهم. التمدن «شغلة» كبيرة. تتمدن القرية حين تردم النهر لتنشئ «بيسين»: قرية من دون «بيسين» قرية خارج الموضة.

[Full Article]