اجتاح الزجاج القاتم قصر الرئاسة اللبنانية أمس. لم تكن سيارات الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بين المواكب. الحريري «مُبعد» طوعاً خارج البلاد، ويفصل جعجع عن الحوار أبعد من المسافة بين بعبدا ومعراب. وزير المال محمد الصفدي لم يحضر بداعي المرض، والراحل غسان تويني حضر الحوار بدقيقة صمت وقفها المجتمعون عن روحه.
كان القصر كخليّة نحل. جنودٌ منظّمون، إعلاميون ينبضون أخباراً وهواتف، وعدسات تلاحق الآتين إلى طاولة شبه مستديرة، داخل القاعة الرخّامية.
إذا كانت القاعدة أن من يأتي أولاً يكون الأكثر حماسة، فإنّ النائب وليد جنبلاط بحضوره المبكر إلى القاعة الرئيسة، يبدو الأكثر نشاطاً وحرصاً على انعقاد الحوار. اكتمل النصاب المتوقّع في تمام الحادية عشرة صباحاً. دخل الأقطاب فرادى. وحده دولة الرئيس فريد مكاري «قطّر بالقطّارة» للصحافيين خبر عدم تفاؤله من الجلسة. الرئيس نبيه برّي رفع يمينه للتحيّة عن بعد. ومع دخول رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، أُغلق الباب الخشبي العملاق على مصير لبنان.
[Link]