هـالة
غيـاب ” سلطانة “
يا سليلة أشرف الحسب والنسب ،
يا مثال الخلق والأخلاق
ويا صاحبة القول والفعل .
يا من رفعت شأن العربيّ في رحاب الدنيا
ويا من حققت مصالحتنا مع ذاتنا ومع الحياة .
ما عرفك ، أو سمعك، عربيُّ علا كعبُه أو هان جنبُهُ ، إلاّ امتلأ قلبُه فخرا” وعزةً.
غبتِ فلم يبق لنا إلا أن نردد مع أبي الطيّب :
” فليت طالعةَ الشمسين غائبةٌ وليت غائبةَ الشمسين لم تَغِب”
” وليت عينَ التي آب النهارُ بها فداءُ عَينِ التي زالت ولَم تؤبِ”
ذهبتِ ، فكانت الطعنة البكر ،
” وكأَن الموتَ لم يفجع بنفسٍ ولم يخطر لمخلوق ببال “
كنت هالة للهلال، زنتِهِ في كل طلوع وغروب فصح فيك القول :
” ولو كان النساء كمن فقدنا لفضِّلت النساء على الرجال “
” وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال “
” وأفجع من فقدنا من وجدنا قُبَيل الفقد مفقود المثال “
فوداعا” لك
” يا أخت خير أخٍ يا بنت خير أبٍ كنايةً بهما عن أشرف النسب “
فهل من يحمل الشعلة التي أضأتِ ، ويحقق شيئاً مما عزمتِ ؟
وداعا” لك يا أيتها ” السلطانة ” . أخذت اليسير وأعطيت الكثير ، يا من كنت مثالا” في حياتك وعبرة في مماتك ، شجاعة” وعزما” وإقتدارا .
منحت النبل والعلم والثقافة مداها ، والهيبة والبراءة والجمال معناها ،
تحمّلت بصمت وكِبَر ، ولم ينل الداء إلاّ القليل من مهجتك . كان رديئا” ، خبيثا”، دونا” في مواجهتك ، فلم يطفىء إبتسامتك المشعة ، وظلت هالتُك منوِّرة حتى في الرمس .
أرقدي بسلام ” با إبنة مالكٍ ” هانية العين ، نجوى الكرامة ” وترب الندى”…
أرقدي قريرة العين يا أخت الأسامة .
أللهم أجعل رفاتها بذور تغيير وتبصّر في ” العالم الجديد ” وأقبل روحها في عداد المصطفين .
بيروت في 26 نيسان 2002
وليد الخازن