سجعان قزي
@AzziSejean
هل أطاحَت نتائجُ جلسةِ 31 أيّار نتائجَ انتخاباتِ 15 أيّار؟ الكُتلُ النيابيّةُ السياديّةُ/التغييريّةُ يُعزّي بعضُها بعضًا بأنَّ الرئيسَ نبيه برّي فاز لأوّلِ مرةٍّ بأكثريّةِ النِصفِ زائدًا واحدًا. لكنَّ الجميعَ تناسَوا أنَّ عددَ الأصواتِ يَدومُ أربعَ ساعاتٍ بينما فوزُه يَدومُ أربعَ سنوات. القوى التي تُقدِّرُ ذاتَها أكثريّةً سياديّةً فَشِلت في تحقيقِ اختراقٍ في نيابةِ رئاسةِ المجلس وغيرِها، فيما الشعبُ انتخَبها لتَتّحِدَ وتَنتصر. والنوّابُ أدْعياءُ التغييرِ فوّتوا في أوّلِ جلسةِ نيابيّةٍ يَحضُرونَها فرصةَ أن يكونوا كُتلةً موحَّدةً ووازنةً رغمَ أصواتِهم الثلاثةَ عشرَ وتَسبّبوا بفوزِ الفريقِ الذي اتّهموه بالاعتداءِ عليهم أثناءَ التظاهرات! و”الوسطيّون” عَوّموا قوى 8 آذار، ثم عادوا في اليومِ التالي يُعطون دروسًا في الوِحدة للسياديّين!
إنَّ الطرحَ السياديَّ والتغييريَّ لا يَكفي ليكونَ الطارحُ قوّةً سياديّةً وتغييريّة. إنَّ النضالَ الفِعليَّ بكلِّ الوسائلِ المتاحَةِ قانونيًّا أو وطنيًّا من أجلِ السيادةِ والتغييرِ هو معيارُ الانتماءِ إلى الفريقِ السياديِّ والتغييريِّ. حتى الآن نَسمَعُ كلامًا في الإعلامِ عن السيادةِ والتغيير، ولا نرى نضالًا جِدّيًا من أجلِ تحقيقِهما. حين بَلغ هنيبعل التاسعةَ من العمرِ اصْطحَبه والدُه، هَمِلْكار، إلى مَعبدِ مِلْكارت الفينيقيِّ في قَرطاجة ليُقسِمَ اليمينَ “المقدَّسَ” على “ألّا يكونَ يومًا صديقًا للرومان”. ظلَّ هذا القسمُ وعدًا إلى أن أعلنَ هنيبعل الحربَ على روما من سنةِ 214 ق.م حتّى وفاتِه نحو سنةِ 183 ق.م.