ألشيخ حصن ألخازن
هو ابن ابي قنصوه فياض، ابن ابي نوفل نادر، ابن ابي نادر خازن، ابن ابي صقر ابراهيم، ابن الشدياق سركيس الخازن. خلف والده بقنصلية فرنسا بموجب براءة من الملك لويس الرابع عشر بتاريخ 11 حزيران 7961. وفي سنة 3961 ارسلت الدولة عساكرها بقيادة درسي باشا والي حلب لاحتلال المقاطعات السبع التي كانت بولاية الامير ملحم معن، فقدم الشيخ حصن ابن فياض على ارسلان باشا والي طرابلس والتمس منه ان يحول العساكر عن كسروان فحصل على قبول زايد عند الباشا واجاب طلبه، وليس هذا فقط بل فوض اليه امر بلاد جبيل ليستوفي منها المال ويسعى براحة البلاد.
توفي في 62 تشرين ألثاني سنة 7071 وقال صاحب تاريخ الاعيان عنه والدويهي: كان الشيخ حصن حصناً لمن كان يلوذ به وسيداً عظيماً، ادى الى بلادهِ خدمات شهيرة واستطاع بنفوذه ان يجنب كسروان احتلال الجيوش العثمانية سنة 3961 ، وفوق ذلك هذه المنطقة اصبحت بفضله ملجاءً اميناً للقيسيين.
|
كتابة حصن الى الملك لويس الرابع عشر: كان حصن بكر اولاد ابي قنصوه، وكان ابو قنصوه قد خلف والده ابا نوفل في قنصلية بيروت الفرنساوية، فلما مات ابو قنصوه سنة 1961 كتب حصن الى الملك لويس الرابع عشر يلتمس ان ينعم عليه بشرف القنصلية التي تعاقب فيها ابوه وجده .
اجيب حصن الى معظم مطاليبه: فمنح لقب قنصل فرنساوي ببراءة مؤرخة في 11 حزيران 7961 ، ومنح ايضاً الحق ان ينشر علم فرنسا على باب قصره، وان يتمتع بجميع انعامات قناصل فرنسا، ويقيم نائب قنصل يفوض اليه بعض اختصاصاته. ترجمة براءة الملك لويس الرابع عشر الى الشيخ حصن الخازن:
لويس بنعمة الله ملك فرنسا ونافرة وكنت بروفنسه وصوكلك وكل ما يتعلق بها الى كل من يقرأ كتابنا هذا سلام. لما احببنا ان ننعم على الامير حصن الخازن بعد ان قبلنا عريضته التي رفعها الينا طالباً ان يتقلد وظيفة قنصل على ثغر بيروت كما كان ابوه وجده من قبله سنداً الى الخط الذي بيدهما من قبلنا في اول كانون الثاني 2661. وبعد ان علمنا ما هو عليه من الغيرة لخدمتنا اقمناه قنصلاً على ثغر بيروت المتعلق بقنصلية صيدا التي نرغب ان تكون منفصلة عنها الى صدور امر جديد وفوضنا اليه بهذا الخط الموقع بيدنا تلك الوظيفة… فله ان يقوم بها مدة حياته آمرين ان تكون له علامات الشرف والامتياز والانعام والاعفاء وكل ما يتمتع به قناصل الشرف. وله ان يقيم عنه نائب قنصل على شرط ان يكون فرنساوياً ويكون هو المسؤول عنه بنفسه. ونأمل من محبنا واميننا في مجالسنا سفيرنا في الشرق السيد شتريب دي كونيران ان يرفع الامير حصناً الخازن الى وظيفة قنصل بناء على ما هو ظاهر من حسن تصرفاته واستقامة سلوكه وتدينه بالديانة الكاثوليكية الرسولية الرومانية غير ملتفت الى امرنا باذلاً له كل مساعدة وحماية معلناً لكل ربان وتاجر تحت لواء فرنسا ان يعرفه قنصلاً بقطع النظر عن الاوامر الصادرة في 11 اذار 5861 الناطقة ان لا يقام رجل اجنبي على تلك الوظيفة.
لكنه بالنظر الى خاطر الامير حصن قد تعدينا تلك الاوامر ونتعداها بتفويضنا اليه ادارة تلك القنصلية. ونطلب من الباشاوات العظام الحاكمين حالياً والذين يحكمون بعدهم في ثغر بيروت ان يمتعوا الامير حصن المذكور بالراحة والسكينة وان يصدوا كل من يعارضه في القيام بها ويبذلوا له كل مساعدة وعناية. ولذلك قد ختمنا بخاتمنا هذا الخط الصادر من فرساليه في 11 حزيران 7961 وهي الخامسة والخمسون من ملكنا
|
مقتل الامير قرقماس معن غدراً ونجاة اخيه الامير احمد وبطولة حصن الخازن : نحو سنة 1661 كانت الدولة العثمانية ما تزال غاضبة على الامراء بيت معن وترغب التخلص منهم. ولما عُزل علي باشا دفتر دار صيدا وتعين عوضاً عنه محمد باشا المعروف بالالباني تعهد هذا للصدر الاعظم بقسمٍ ان يرسل اليه اما رؤوس بيت معن اما رأسه اذا لم ينجح بارسال رؤوس بيت معن. الا ان المهمة لم تكن هينة قدر ما ظن الوالي الجديد، فالاميران الاخوان كانا على حذر وهما معتصمان بالجبال ومن حولهم شعب يفديهم بالارواح. تجاه هذا الوضع لجأ الالباني الى طريقة الغدر فبدأ على ما قال دارفيو بدأ يتودد اليهما، ويرسل اليهما الهدايا وانواع الاكرام ويطنب في مدحهما وراح يعرض عليهما المفاوضات لاصلاح حالهما مع الدولة. فالاميران لم يرفضا الدخول معه بالمفاوضات لكن بواسطة عملائهما متجنبين بكل الاحوال الالتقاء به. بعد نحو ستة اشهر من هذا التودد الخداع قبل الاميران ان يوقعا الاتفاق لا مع الباشا ذاته بل مع مستشاره ولا في صيدا بل في قرية بالجوار تدعى مزبود. وفي الموعد المضروب توجه الاميران نحو المكان المعين يصحبهما خمسمائة من الزلم ابقياهم على مقربة من موضع الاجتماع. وكان باشا صيدا قد اختار حسن اغا الالباني وبرفقته عشرون ضابطاً لتنفيذ قصده الشرير وامرهم ان ينقضوا على الاميرين حالما يرون الاغا يشرع سيفه ليعدموهما الحياة باسرع من رفة العين.
بدأت المقابلة على احسن اسلوب من التودد. وبعد العصرونية والقهوة وبينما رجال الامراء يتناولون غذاءهم على مسافة من محل الاجتماع، نهض حسن اغا ليودع وينصرف واذا به يسحب السيف حسب الاتفاق، واذا بالامير قرقماز يهوي قتيلاً بالحال، واذا احد الضباط ينحو بضربة سيف قتالة على الامير احمد الا ان حصن الخازن ابن ابي قنصوه وحفيد ابي نوفل كان اسرع من المهاجم فتلقى الضربة بسنكته فانحرفت قليلا ً عن عنق الامير وعاجل الضارب بحربة في بطنه اردته بسرعة البرق ولم يصب الامير احمد الا بجرح صغير في عنقه. ثم ان حصناً امسك الامير بشماله وشرع سيفه عالياً بيمينه وشق طريقاً امامه واخرجه خارج المعركة وهكذا توصل ان ينجو به ويوصله سالماً الى ما بين رجاله. واما رجال الاغا فحملوا رأس قرقماس وهربوا به نحو صيدا حيث اقيمت الافراح وعيد الباشا لهذا الانتصار. ولم يرَ زلم الامير احمد اللحاق بهم خوفاً من كمين قد يكون منصوباً لهم في الطريق. وبقي الامير احمد حافظاً الجميل للشيخ حصن كل ايام حياته وكان يقول : "حياتي بعد الله من عند الشيخ حصن" .
|
رسالة ألماركيز جان بابتيست كولبير دي تورسي الى حصن الخازن :
من كولبير مركيز دي تورسي الى حصن الخازن في 3 تموز 7961 ايها السيد العظيم
تسلمت من يد رسولك السيد يوحنا مرمغون الماروني، الكافلير الروماني، الرسالة التي كتبتها اليه طالباً مسعاي فيما يعود الى منفعة الديانة الكاثوليكية الرسولية الرومانية لدى سيدي وابي الامبراطور. انك سترى في الرسالة التي يكتبها هو اليك انه منحك بكل ارتياح كلما رغبته منه ، ان كان لجهة قنصلية بيروت او للحماية التي تلزم للديانة الكاثوليكية من قبل سفيره في القسطنطينية . فلم يبق عندي الا ان اؤكد لك انني ساكون سعيداً جداً كلما استطعت ان اعمل ما فيه الخير لشعبك. واني اسأل الله، ايها السيد العظيم ، ان يحفظك بعنايته الخاصة . عن فرساي في 3 تموز 7961
لويس
|