الشيخ رفيق الخازن
1909-1997
مدير عام مكتب الفاكهة
وُلِدَ الشيخ رفيق الخازن بن بربر بك الخازن أمير آلاي الجند اللبناني ، والسيدة تريز غندور بك السعد شقيقة حبيب باشا السعد سنة 1909 في بعبدا.
حصّل علومه في مدرسة عينطورة.
كان منذ صباه يميل إلى الزراعة والأعمال، فما إنّ أنهى دراساته حتى شغل في إدارة وتطوير أملاك بيته وخاصة" في التلة قضاء الزاوية (تلة الخازن) فسرعان ما نشط في تنمية وتطوير زراعة الزيتون والليمون، فحوّل مساحات مهمّة من أرضٍ سليخٍ إلى جنائنَ زيتون وليمون.
ومن ثمّ راح ينتج الزيت الفاخر والصابون ، فسوّق زيت رفيق وكان من أفخر زيوت الزيتون الصافية، وبدأت خبرته في الزراعة تتّسع معالمها حتى أصبح مرجعا" في هذا الميدان.
سنة 1945، إقترن بالآنسة وداد بنت الشيخ جبرايل جرمانوس، الذي كان وجيها" في بلاده (العاقورة والمنيطرة) وفي الإنتشار حيث انتُخبَ نائبا" وحاكما" في سان دومينغو والولايات المتحدة، وعاد منها ثريّ المال والنفوذ إلى أن أصبحَ أكبر مالك عينيّ في جبل لبنان.
رُزِقَ الشيخ رفيق وقرينته سبعة أولاد وهم :
– نجوى.
– الشيخ بربر الذي توفّى بالمهد.
– وندى توفّت بعمرٍ يناهز الثلاثة وعشرين.
– الشيخ أنطوان: له ثلاثة أولاد : رفيق، كارين وشريف.
– سهام أرملة مالك مالك، ولهما إبن إسمه مروان.
– مايا زوجة بيار دباس، ولهما صبيان جورج ومكرم.
– والشيخ نبيل.
ومنذ زواجهما إنكبّ الزوجان بإدارة وخبرة الشيخ رفيق على إستصلاح الأراضي السليخ في الجبل وأدخل الشيخ رفيق زراعة التفاح والإجاص والكرز حتى أصبح خلال بضعة أعوام أكبر مزارع تفاح في جبل لبنان، وبالوقت ذاته، الخبير الأول في زراعة التفاح وأمراض تلك الأشجار والثمار؛ فما لبث أن زاعَ صيته ممّا حمل الحكومة اللبنانية في عهد الأمير فؤاد شهاب رئيس الجمهورية اللبنانية إلى تعيينه عضوا" في مجلس إدارة مكتب الفاكهة اللبنانية الذي كان استُحدث تلبية" لحاجات الزراعة اللبنانية ومنتوجاتها، وكان للشيخ رفيق الأثر الأكبر في إستحداث هذا المكتب وتطوير قوانينه.
ومن ثمّ عُيِّن مديرا" عاما" لمكتب الفاكهة عينه، فعرفت الزراعة في عهده إزدهارا" وإنتشارا" جعلت من المنتوجات اللبنانية مقصدا" للمستوردين العرب وسواهم؛ فشارك في عدّة معارض دولية في أقاصي العالم وشجّع المنتجين اللبنانيين لعرض منتوجاتهم ممّا أدرّ عليهم المدخول والصيت الوافرين.
عمل على إنشاء شركة مختلطة لتأمين تبريد التفاح وسائر الفاكهة بأسعار مخفّضة بالنسبة لباقي البرادات الخاصة التي كانت تُثقل ثمن التفاح وتجعله أقلّ أهلية للمنافسة الدولية.
عمل أيضا" على تنظيم توضيب الفاكهة المعدَّة للتصدير ووضع مواصفات لها دقيقة وحديثة ناهيك عن نوعية الصناديق التي تميّزت بنسبة عالية بين سعر التكلفة من جهة والجودة والمتانة من جهة أخرى، فاطمأنّ المستوردين لصلاحية المنتوجات اللبنانية التي كانت تراقب بفاعلية من قبل مراقبي المكتب.
عُرِفَ الشيخ رفيق الخازن بإقدامه وصلابته وشجاعته وحِنكتِه، فكان لولبا" في السياسة ومقصدا" للإستشارة والدعم في آنٍ.
ولدى بلوغه السن القانوني سنة 1973 تقاعد من إدارة مكتب الفاكهة وانكبّ مجدّدا" على إنتاجه الزراعيّ وتجارته بمؤازرة قرينته الستّ وداد.
تجسّد إقدامه وجرأته ببنائه مركزا" ضخما" في جونية وكان قد تخطّى السبعين من عمره فشيّد مركز لاسيتيه في جونية، وفق أحدث طرق الهندسة المعمارية وكان يشرف شخصيا" على الشاردة والواردة فيه حتى جعل منه أهمّ منشآت بلدة جونية ومقرّا" لعدّة دور ، سينما، ومكاتب، وسوق للتحف والمفروشات القديمة .
كلّ ذلك خلال سنوات الحرب المشؤومة، فساهم بجعل جونية عاصمة جديدة من حيث المعارض الفنية والتجارية فمن ينسى عروض فرقة كركلا وتمثليات أنطوان كرباج والمعارض التي كان يفتتحها المغفور له الرئيس الشيخ بشير الجميل.
مثّل العائلة الخازنية كحارس لباب المجمع المقدس الذي انتخب المثلث الرحمات البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش.
وفي 27 حزيران 1997، لاقى حتفه وأبّنه غبطة أبينا السيد البطريرك الذي كانت تربطه فيه علاقة متينة برقيم بطريركي قيّم أضاء على صفاته الفذّة.