حاوره: فؤاد دعبول وايوب خداج
تقويم الصفحات الاخيرة، من العام الماضي، كان مع النائب في كتلة التغيير والاصلاح الدكتور فريد الخازن، ناقش الاحداث بتداعياتها والوقائع باسلوب سياسي، وبفكر جامعي وثقافة سياسية.
في نقاشه لملف الأحداث، يرى الدكتور فريد الخازن ان الازمة الآن مرتبطة بالمحكمة الدولية وتداعياتها من جهة، وبالوضع السياسي القائم حالياً، خصوصاً قضية شهود الزور.
ويشدد على وجود قضايا طارئة ولا نقوم بها. امامنا موضوع مطروح يتعلق بترسيم الحدود البحرية بيننا وبين اسرائيل، لان هناك نفطاً وغازاً في قلب البحر، وموضوع يتعلق بكيفية ادارة الشؤون المالية للدولة.
ويدعو الدكتور الخازن الى اداء سياسي مختلف ووضع حد للهدر، وتحسين الادارة اللبنانية.
ويحث على انشاء السلطة القضائية المستقلة، وهذا هو مفتاح حل المشاكل الطائفية السياسية، لأنهم يتحولون الى طوائفهم، لعدم ثقتهم بالدولة والقانون، لانه عندما يطبق القانون ويأخذ القضاء دوره باستقلالية عن السياسيين، تنخفض نسبة الطائفية واحتماء الاشخاص بزعماء طوائفهم.
واعرب عن امله بمخرج للازمة المتعلقة بالمحكمة الدولية، وان كانت مضامينها غير معروفة، واعتقد اننا سنصل الى تسوية تجنبنا اي انعكاس سلبي على الوضع العام. وهذه هي وقائع الحديث:
نحن في مطلع عام جديد، هل تتوقعون ان يكون عام ازدهار وخير على لبنان ام عام مشاكل يعجز عن حلها؟
– لا يزال لبنان يواجه عدداً من الملفات المأزومة ولم يتعاف بشكل كامل من سنوات الحرب الماضية، ومن مرحلة ما يُسمى بالوصاية، ولا نزال نبحث لايجاد نقطة توازن في النظام السياسي وعمله. علماً انه منذ العام ٢٠٠٥ ولغاية ٢٠٠٨، مر لبنان بأزمات سياسية. وهذا النظام السياسي اللبناني لم يكن قادراً على التعامل مع المرحلة الانتقالية التي جرت بشكل سريع وغير مسبوق في العام ٢٠٠٥. واعني هنا بالتطورات الكبيرة كاغتيال الرئيس رفيق الحريري، وانسحاب الجيش السوري، وانتفاضة الاستقلال والتحول الكبير في العلاقات الاميركية – السورية والتحول السياسي الدولي تجاه لبنان. هذه كلها حصلت في فترة زمنية لا تتجاوز ٩٠ يوماً.
النظام السياسي ÙÙŠ لبنان كان معطلاً، اي ان القرار لم يكن هنا بكل المجالات، ÙˆÙØ¬Ø£Ø© اصبØÙ†Ø§ امام ØØ§Ù„Ø© جديدة لم نستطع تأمين الانتقال اليها، لذلك مررنا بثلاث سنوات من الازمات وتم خلال هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© Ø§Ø³ØªÙ‡Ø¯Ø§Ù ÙØ±ÙŠÙ‚ سياسي معين، واقصائه عن السلطة، وهو ÙØ±ÙŠÙ‚ العماد ميشال عون، علماً انه كان من اول المطالبين Ø¨Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ الجيش السوري، وعندما ØØµÙ„ هذا Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ دخلت كل الاطرا٠القريبة والبعيدة عن سوريا ÙÙŠ الØÙƒÙ…ØŒ باستثناء هذا الطرÙ. ومنذ Ø§ØªÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø¯ÙˆØØ© ÙÙŠ العام Ù¢Ù Ù Ù¨ ولغاية المرØÙ„Ø© Ø§Ù„ØØ§Ù„ية استمر الوضع اللبناني Ø¨Ø§ØµØ·ÙØ§ÙÙ‡ الذي يشكل امتداداً Ù„Ù„Ø§ØµØ·ÙØ§Ù ÙÙŠ المنطقة وخصوصاً ÙÙŠ الموضوع العراقي، اي الصدام الاميركي – السوري والاميركي – الايراني.
اليوم الوضع يختل٠اقليمياً ودولياً، اذ ان مرØÙ„Ø© التصعيد ÙÙŠ العراق انتهت، والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ø§Ù†Ø³ØØ¨Øª من الميدان العسكري ÙÙŠ العراق، والعمل على Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على الوضع القائم هناك والتسليم بواقعه Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ وشهدنا ØªØØ³Ù†Ø§Ù‹ بالعلاقات الاميركية – السورية نوعاً ما، والعلاقات Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© – السورية، واجراء Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© السعودية – السورية وهي الخطوة الأهم. كل هذه المعطيات اثرت ÙÙŠ المشهد السياسي اللبناني، ÙˆØ§Ø¶ÙØª عليه مزيداً من الاستقرار، والعودة الى ØØ¯ ما الى وضع شبه طبيعي. والى جانب كل ذلك هناك مسألة برزت بشكل كبير، وهي المØÙƒÙ…Ø© الخاصة بلبنان، وخط الصدع الذي كان يمر من واشنطن الى الرياض مروراً بسوريا والعراق وايران وصولاً الى لبنان تغير، لكن جانباً آخر مرتبط به، وهو المØÙƒÙ…Ø© برز بقوة.
وقرار انشاء المØÙƒÙ…Ø© كان مرتبطاً بالوضع الاقليمي المأزوم الذي تغير لاØÙ‚اً كما ذكرنا، لكن المØÙƒÙ…Ø© ما تزال قائمة. ووصلنا الى الجانب التنÙيذي منها، وهو القرار الاتهامي ÙÙŠ ظر٠سياسي مختل٠عن ظر٠نشوء المØÙƒÙ…Ø©. لان انشاء المØÙƒÙ…Ø© هو قرار سياسي، اتخذه مجلس الأمن الدولي وهو قرار مرتبط بدول لديها Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØªÙ‚ÙŠÙŠÙ… خاص بها للاوضاع. لانه ÙˆÙقاً للمعايير المعتمدة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… الدولية، وهو موضوع شاركنا Ùيه مع خبراء ÙÙŠ القانون الدولي، يقولون ان وضع المØÙƒÙ…Ø© الخاصة بلبنان، هو وضع خاص جداً واستثنائي، لانه ليس هناك من ØØ±Ø¨ او ابادة جماعية تستدعي قيام مثل هذه المØÙƒÙ…Ø©. لقد كان هناك ظر٠خاص بلبنان يتعلق بالسياسة Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© والاميركية. طبعاً هذا لا يعني ان استشهاد شخصية بوزن الرئيس رÙيق Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ù„ÙŠØ³ امراً ضخماً. لكن انشاء المØÙƒÙ…Ø© اتى ÙÙŠ ظل كباش سياسي قوي. هذا المشهد تبدل اليوم. لكن المØÙƒÙ…Ø© ستظل قائمة ولا يمكن الغاؤها الا بقرار صادر عن مجلس الأمن وهذا لن ÙŠØØ¯Ø«.
Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ان موجودان بقوة
لبنان الى اين، والاوضاع ØªØªØ¶Ø§ÙØ± ضده وتتعقد؟
– Ù†ØÙ† امام امرين، السياسة اللبنانية بتعقيداتها ومشاكلها وامتداداتها الخارجية، وهذا ÙÙŠ خانة، والامر الثاني، المØÙƒÙ…Ø© الخاصة بلبنان، وهذه ÙÙŠ خانة اخرى. وموضوع المØÙƒÙ…Ø© Ø³ÙŠÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡ على هذه السنة، لانه الاكثر صعوبة ودقة وخصوصية لاختلاÙها عن Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… الدولية الاخرى. ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ات التي انشئت Ùيها Ù…ØØ§ÙƒÙ… دولية ÙÙŠ عدد من الدول من يوغسلاÙيا الى كمبوديا وبعض دول Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يا، كانت Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… تنظر ÙÙŠ جرائم ارتكبها مسؤولون لم يعودوا ÙÙŠ السلطة ÙˆÙقدوها. بينما ÙÙŠ لبنان الخصوصية البارزة هو ان الطرÙين المعنيين بالمØÙƒÙ…ة، وهما تيار المستقبل ÙˆØØ²Ø¨ الله، موجودان ÙÙŠ السلطة وبقوة، وكل منهما لديه التمثيل الاكبر ÙÙŠ Ø·Ø§Ø¦ÙØªÙ‡ØŒ ولديه الامتدادات او الدعم الاقليمي، وهذه الامتدادات للطرÙين السنّي والشيعي تدخلنا ÙÙŠ العالم الاسلامي المضطرب الآن ÙÙŠ كل مكان.
هذه الخصوصية لا بد من اخذها بعين الاعتبار، والكلام التبسيطي بالقول نريد العدالة، ÙÙ†ØÙ† جميعاً نريد العدالة، لكن نعلم ان هذه المØÙƒÙ…Ø© التي عليها بعض Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø§ØªØŒ Ø§ØØªÙ…ال التأثير عليها وارد جداً، انا لا اقول بانها Ù…ØÙƒÙ…Ø© مسيسة بالكامل، لكن هذا Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال وارد، ونعر٠ان بعض الاوساط الاميركية ÙˆÙÙŠ اسرائيل، يقول علناً بأن المØÙƒÙ…Ø© هي اداة للنيل من ØØ²Ø¨ الله بعد Ø§Ù„ÙØ´Ù„ ÙÙŠ القضاء عليه ÙÙŠ ØØ±Ø¨ Ù¢Ù Ù Ù¦. هذا الكلام يضع المØÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ Ø§ØØªÙ…ال التسييس. وعلينا ايجاد الوسيلة Ø§Ù„Ø§ÙØ¶Ù„ Ù„Ù„ØªÙØ§Ù‡Ù… ØÙˆÙ„ كيÙية التعامل مع المØÙƒÙ…Ø©. لان Ø§Ù„ØªÙØ§Ù‡Ù… اللبناني – اللبناني، ØÙˆÙ„ الموضوع ÙŠØÙ…ÙŠ لبنان، ويمنع من تØÙˆÙ„ المØÙƒÙ…Ø© اداة ÙÙŠ يد مجلس الأمن Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù‡Ø°Ù‡ القوة العظمى او تلك.
المسعى السعودي – السوري
لبنان هو النقطة الاكثر سخونة ÙÙŠ منطقة الشرق الاوسط التي هي الاكثر اضطراباً ÙÙŠ العالم، والمØÙƒÙ…Ø© جزء من تشابك اقليمي دولي، ما هو السبيل لاجتياز هذا Ø§Ù„Ø§Ù…ØªØØ§Ù†ØŒ خصوصاً انكم اشرتم الى تغيير المشهد السياسي الاقليمي؟
– Ù†ØÙ† الآن ÙÙŠ وضع من جهة Ùيه مخاطر ومن جهة مقابلة نسبياً Ø§ÙØ¶Ù„ مما كان منذ سنوات. لو كنا اليوم ÙÙŠ ظل الصدام ÙˆØ§Ù„Ø§ØµØ·ÙØ§Ù الذي كان قائماً بين السعودية وسوريا لكان الوضع سيئ جداً. والمسعى السعودي – السوري اليوم ÙŠØÙ…ÙŠ لبنان، ÙˆØ§Ù„Ø·Ø±ÙØ§Ù† السعودي والسوري لديهما Ù…ØµÙ„ØØ© ÙÙŠ Ù†Ø¬Ø§Ø Ù…Ø³Ø¹Ø§Ù‡Ù…Ø§. وهذا المسعى جدي واهم ما Ùيه ان الطرÙين من خلال مسعاهما يقولان اننا لسنا مختلÙين ÙÙŠ لبنان، ولن نستغل الوضع اللبناني لتصÙية Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª ÙÙŠ ما بيننا، ولدينا Ù…ØµÙ„ØØ© ÙÙŠ استقرار لبنان، لانه اليوم ÙˆØ®Ù„Ø§ÙØ§Ù‹ للوضع السابق الذي كان لبنان يستخدم ÙƒØ³Ø§ØØ© للصراعات، من دون ان تمتد الى دول الجوار، وبسبب الوضع المذهبي السني – الشيعي، هناك خطورة من اشعال نار Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© المذهبية التي تهدد المنطقة. الى كل ذلك هناك آراء اخرى كالولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© التي لديها اجندة اخرى، واستعادت اهتمامها اخيراً بلبنان بعد زيارة الرئيس الايراني اØÙ…دي نجاد اليه، الذي ايقظ هواجسهم، ÙØ¶Ù„اً عن الدور الذي يقوم به السÙير الاميركي السابق ÙÙŠ لبنان Ø¬ÙŠÙØ±ÙŠ Ùيلتمان المطلع ØªÙØµÙŠÙ„ياً على ØÙ‚يقة الوضع هنا ÙÙŠ ما ØØ¶ بلاده على استغلال المØÙƒÙ…Ø© لتنÙيذ سياسة بلاده.
الاهتمام الاميركي بلبنان تراجع عما قبل، لكن اشبهه بقرار المغادرة من مكان ما، وانتبه الى امر معين اثناء مغادرته، واراد ان يوليه بعض الاهتمام، وهذا خطر، لانه يدخلنا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª الاميركية واولوياتها ÙÙŠ سياستها مع السعودية وسوريا. هذا التشابك ليس ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ØŒ والمسعى السعودي – السوري لا يزال ÙÙŠ اطار الدولتين لغاية الآن، وعندما يصل الى نقطة Ù…ØØ¯Ø¯Ø© من النضج، سيدخل الاميركي بقوة على الخط.
مل٠لم يكتمل بعد
وسط هذه الصورة اطل الرئيس الاميركي باراك اوباما واتخذ قراراً بتعيين سÙير لبلاده ÙÙŠ سوريا وآخر ÙÙŠ تركيا متجاوزاً قرار الكونغرس، ماذا يعني ذلك؟
– اعتقد ان هناك ØØ±ØµØ§Ù‹ لدى الادارة الاميركية للتأكيد على ØªØØ³Ù† العلاقات مع سوريا، لكن هذا المل٠لم يكتمل بعد، واعتقد ان هناك مطالب اميركية من سوريا، تتوقع الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ان ØªÙ†ÙØ°Ù‡Ø§. وارى ان مل٠العلاقات بين الدولتين الذي يمتد من لبنان الى العراق ÙˆÙلسطين لم يستكمل بعد ÙÙŠ مضامينه.
انما هناك ارادة باستكمال الامور. وهناك كلام عن رغبة Ø¨ØªÙØ¹ÙŠÙ„ المسار Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØ¶ÙŠ Ø¨ÙŠÙ† سوريا واسرائيل، غير انني لا اؤمن بامكان اقدام اسرائيل على ذلك، لان سلوكها مع الÙلسطينيين ووجود بنيامين نتنياهو واÙيغدور ليبرمان لا يجعلهم يقدمون اي عرض لسوريا يمكن أن تقبل به.
ومع تركيا اعتقد هناك ØªØØ³Ù†Ø§Ù‹ ÙÙŠ العلاقة الاميركية معها، وكذلك ÙÙŠ العلاقة الاسرائيلية – التركية، بعد التوتر الذي ØØµÙ„ على خلÙية سÙينة Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©. انما الاخراج العلني للموضوع والقاضي باعتذار اسرائيل لتركيا لم يتم. واذا وضعنا هذا الامر جانباً، نجد ØªØØ³Ù†Ø§Ù‹ ÙÙŠ العلاقة بين الطرÙين. والادارة الاميركية تدرك ØØ¬Ù… مصالØÙ‡Ø§ مع تركيا خصوصا ÙÙŠ اطار ØÙ„٠الناتو. اما الدور التركي ÙÙŠ Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØ¶ بين سوريا واسرائيل، Ùهذا تراجع بسبب الازمة التي ØØµÙ„ت بين تركيا واسرائيل. وبالنسبة الى الوضع اللبناني ÙØ§Ù† تركيا موجودة ÙÙŠ الخط الخلÙÙŠ مع قطر وايران وسواها، لان الخط الامامي يقتصر على السعودية وسوريا. قد يستعان بتركيا لدعم ومباركة اي تسوية.
وقرار اوباما هو تأكيد الادارة الاميركية بتواصل مصالØÙ‡Ø§ مع الطرÙين السوري والتركي.
نس٠المØÙƒÙ…Ø© غير منطقي
قلتم ان المسعى السعودي – السوري خطوة متقدمة لمعالجة الازمة اللبنانية، لكن ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ ان Ø§Ø·Ø±Ø§ÙØ§ لبنانية، قريبة من سوريا يشغلون لبنان بقضايا تتعلق بالمØÙƒÙ…Ø© ويضغطون على الرئيس سعد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ù„Ø§ØªØ®Ø§Ø° قرارات صعبة كالتنصل من المØÙƒÙ…ة؟
– السق٠العالي الذي يقول بالغاء المØÙƒÙ…Ø© وانها غير موجودة، هو كلام غير منطقي، ولا يؤدي الى اي نتيجة، لاننا ندرك مسبقا، بان المØÙƒÙ…Ø© لا يمكن الغاؤها، وهي تخص المجتمع الدولي كما تخص لبنان. وهذا تجاوزناه، الموضوع اليوم كي٠سنتعامل مع تداعيات القرار الاتهامي قبل وبعد صدوره. هذا مضمون المسعى السعودي – السوري، وهناك Ù…ØµÙ„ØØ© لكل الاطرا٠اللبنانية، بوجود خارطة طريق للتعامل مع تداعيات هذا القرار، الذي لا نعر٠متى سيصدر، ولا اعتقد ان هناك من يستطيع ان ÙŠØØ¯Ø¯ موعد صدوره، ولم نرَ بعد القرار وما يستند اليه. ورأيي الشخصي ان Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© اللبنانية تقضي بتدارك تداعيات القرار وكيÙية التعامل معه، ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ¶Ù„ ان يتم ذلك قبل صدور القرار. نقول ذلك لان هناك تشكيكا بعمل المØÙƒÙ…Ø© من قبل ÙØ±ÙŠÙ‚ كبير من اللبنانيين. وهذا Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ لديه اسبابه، وبغض النظر عن ذلك، ليس هناك Ù…ØÙƒÙ…Ø© دولية انشئت، الا وكان ثمة تأثير عليها، ÙˆØ§ØØªÙ…ال تدخل الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© كطر٠دولي قوي، والتأثير على المØÙƒÙ…Ø© منطقي ووارد جدا. خصوصا ان المعني بها، اي ØØ²Ø¨ الله، يصن٠من قبلها بأنه ØØ²Ø¨ ارهابي. اي ان هناك مشكلة بين ØØ²Ø¨ الله والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© واسرائيل سابقة على المØÙƒÙ…ة، ومن هنا الخشية لدى Ø§Ù„ØØ²Ø¨. اض٠الى ذلك موضوع الشهود الزور، والبت ÙÙŠ هذا الامر يساعد ÙØ¹Ù„ا المØÙƒÙ…Ø© على اتخاذها القرار الصØÙŠØØŒ لان هناك من يق٠خل٠هؤلاء الشهود، وكشÙهم يساعد ÙÙŠ تأكيد مهنية المØÙƒÙ…Ø© ونزاهتها. المØÙƒÙ…Ø© قالت ان هذا المل٠ليس من اختصاصها، ووزير العدل اللبناني قال هذا من اختصاص القضاء اللبناني. Ùلنبت بالموضوع اذا. من هنا القول ان مجال التشكيك بالمØÙƒÙ…Ø© ليس وهميا، قد يكون هناك مبالغة من بعض Ø§Ù„Ø§Ø·Ø±Ø§ÙØŒ بالقول ان المØÙƒÙ…Ø© انشأتها اسرائيل، لكن التشكيك Ùيها طبيعي.
الØÙ‚ مع الاثنين
ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ المراقبون ان سعد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø¯Ø¹Ø§ الى Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© الشهود الزور ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ المعارض يطالب Ø¨Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© ÙØ±ÙŠÙ‚ من هؤلاء الشهود، وصولا الى Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© جماعة من انصار الرئيس Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ ÙŠÙ‚Ø§Ù„ انهم شجعوا بعض الشهود الزور. لماذا هذا الاصرار من قبل الرئيس Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© هؤلاء من قبل المØÙƒÙ…Ø© بعد صدور القرار، ومن قبل المعارضة على Ù…ØØ§ÙƒÙ…تهم لبنانيا الآن؟
– Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ان Ù…ØÙ‚ان. وما يطلبه Ø§ØØ¯Ù‡Ù…ا قائم ÙˆÙØ§Ø¹Ù„ اعني بالمØÙƒÙ…Ø© الدولية التي تسير بعملها. لكن ما يطلبه Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الآخر Ø¨Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© الشهود الزور امر معلق. وقد ØØ³Ù… انه من اختصاص القضاء اللبناني، والرئيس سعد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø§Ù‚Ø± بوجودهم وضررهم. وهذا Ø§Ù„Ù…Ù„Ù Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ مجلس الوزراء منذ اشهر، وآلية البت Ùيه ÙˆØ§Ø¶ØØ© اما بالتواÙÙ‚ او بالتصويت، ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الذي يدعو الى التصويت، اعلن خضوعه لنتيجة التصويت ايا كانت.
Ù…ØÙ…د زهير الصديق يقال انه الشاهد الملك وهو ينتقل من بلد الى آخر، ولا Ø§ØØ¯ يعر٠مكانه وادلى بمعلومات خطيرة Ùلماذا لا ÙŠØÙ‚Ù‚ معه. ÙˆÙ„ÙŠÙØªØ مل٠الشهود الزور، مثلما ان المØÙƒÙ…Ø© تعمل وتمارس دورها. واذا كانت النيات صادقة، Ùقد يساعد المØÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ عملها.
نريد العدالة Ùقط
ماذا تريد المعارضة ØÙ‚ا، هل تريد Ù…Ø¹Ø±ÙØ© مَنْ وراء الشهود الزور ام ادانة ØÙƒÙ… Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠØŸ
– لا، بما يتعلق بنا ككل، هدÙنا Ù…Ø¹Ø±ÙØ© من يق٠خل٠هذه الجريمة، ونريد الا يؤدي عمل المØÙƒÙ…Ø© الى تداعيات تلØÙ‚ الضرر بلبنان. العدالة لا يمكن تجزئتها. نريد العدالة ÙÙŠ عمل المØÙƒÙ…Ø© ونرÙقها ÙÙŠ موضوع آخر مرتبط بها اسمه الشهود الزور. وهذا الموضوع ليس كيديا، ÙˆÙ…Ø®ØªÙ„ÙØ§ لان هناك ØÙ‚يقة اشخاص قدموا شهادات كاذبة، ولم نخترع Ù…Ù„ÙØ§ ونربطه بالمØÙƒÙ…Ø©.
الضباط الاربعة ادخلوا السجن لان هناك من قدم معلومات تورطهم بالجريمة.
ضد الصÙقة المتكاملة
هناك من ÙŠØªØØ¯Ø« عن صÙقة متكاملة Ù„ØÙ„ هذه الازمة، ØÙ„ سياسي واخر قانوني، ØÙ„ سياسي ينظر ÙÙŠ ثغرات موجودة ÙÙŠ Ø§ØªÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØŒ ÙˆØÙ„ قانوني قضائي يصون المØÙƒÙ…Ø© من التشكيك الواقعة Ùيه ما ØµØØ© ذلك؟
– انا لست مقتنع Ø¨Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø¦Ù„ بتسوية شاملة Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ الطائ٠مع موضوع المØÙƒÙ…Ø© وغير ذلك. هل يعقل Ù„ØÙ„ موضوع المØÙƒÙ…Ø© ان Ù†ÙØªØ Ù…Ù„Ù Ø§ØªÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØŒ واي جانب من Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ Ø³Ù†Ø¨ØØ« به، واي تعديل سنجريه عليه؟ Ø§ØªÙØ§Ù‚ الطائ٠صندوق اذا ÙØªØ Ø³ØªÙØªØ امور عديدة كثيرة. ولا ارى ان ذلك يتم بمسعى سعودي – سوري. ÙÙŠ موضوع المØÙƒÙ…Ø© Ù†ØÙ† Ø¨ØØ§Ø¬Ø© الى الخارج، لنكن صريØÙŠÙ†ØŒ اما ÙÙŠ موضوع الطائ٠Ùهو لبناني لماذا ندخل Ùيه Ø§Ø·Ø±Ø§ÙØ§ خارجية؟ ÙˆÙÙŠ Ø§ØªÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦Ù ØØ³Ù†Ø§Øª وسلبيات، لكنني لا اواÙÙ‚ على هذا Ø§Ù„Ø·Ø±ØØŒ وهو لا يوصلنا اساسا الى نتيجة.
الازمة الان مرتبطة بالمØÙƒÙ…Ø© وتداعياتها من جهة وبالوضع السياسي القائم ØØ§Ù„يا.
استكمال التنÙيذ عظيم
ان لم يكن تعديله يمكن استكمال تنÙيذه؟
– امر عظيم استكمال التنÙيذ، لكن مع ذلك هناك امور بديهية يمكننا ÙØ¹Ù„ها ولا نقوم بها. امامنا الان موضوع Ù…Ø·Ø±ÙˆØ ÙŠØªØ¹Ù„Ù‚ بترسيم Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠØ© بيننا وبين اسرائيل، لان هناك Ù†ÙØ·Ø§ وغازا ÙÙŠ قلب Ø§Ù„Ø¨ØØ±ØŒ لماذا لا نقدم على ذلك. انجزنا قانون Ø§Ù„Ù†ÙØ· ÙÙŠ البرلمان، والكل مجمع على خطر اسرائيل والمامها ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ·ØŒ لماذا لم يشكل ذلك اولوية لدى مجلس الوزراء، منذ خمسة اشهر، ونقدم على ترسيم Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ المائية.
Ø§Ø¶Ø§ÙØ© الى ذلك هناك موضوع يتعلق بكيÙية ادارة الشؤون المالية للدولة. لقد تبين انه منذ العام ١٩٩٣ ولغاية العام ٢٠٠٦، ÙØ§Ù† مالية الدولة اللبنانية تخال٠القوانين من وجهة نظر ديوان Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø©. وهذا لا يجوز ان يستمر. هذه مسألة داخلية لا علاقة بها لسوريا والسعودية وايران والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ Ùلماذا لا تØÙ„ØŸ
– يجب ان نؤسس ÙÙŠ المرØÙ„Ø© المقبلة لاداء سياسي Ù…Ø®ØªÙ„ÙØŒ ووضع ØØ¯ للهدر ÙˆØªØØ³ÙŠÙ† الادارة اللبنانية.
ايضا يجب الاهتمام بموضوع الدين العام واعطاء الاولوية لتخÙيضه عن اية امور اخرى. كذلك امامنا موضوع هام جدا وهو القضاء الذي يدخل ÙÙŠ صلب Ø§ØªÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØŒ اي ØªÙˆÙØ± سلطة قضائية مستقلة بالمعنى الكامل. وهذا يشكل Ù…ÙØªØ§Ø ØÙ„ المشاكل الطائÙية والسياسية. لان الناس يتØÙˆÙ„ون Ù†ØÙˆ طوائÙهم، لعدم ثقتهم بالدولة والقانون الذي لا يطبق. وعندما يطبق القانون ويأخذ القضاء دوره باستقلالية عن السياسيين، ØªÙ†Ø®ÙØ¶ نسبة الطائÙية ÙˆØ§ØØªÙ…اء الاشخاص بزعماء طوائÙهم.
يتكلمون عن انشاء مجلس الشيوخ وسواه من المؤسسات، لكن انشاء هذه المؤسسات ÙÙŠ ظل هذا الوضع المتردي سياسيا لن يجدي Ù†ÙØ¹Ø§ØŒ ونكون قد زدنا مؤسسات اضاÙية من دون جدوى. والعمل الجدي على طريق استكمال Ø§ØªÙØ§Ù‚ الطائ٠يكون باستقلالية القضاء. ونØÙ† كتكتل من ابرز الداعين لهذا الامر الذي يجب ان ÙŠØØªÙ„ الاولوية لدى السياسيين.
خيار Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ù‚ لا الصدام
هل Ù†ØÙ† ÙÙŠ مرØÙ„Ø© خو٠على تداعيات آتية، بعد صدور القرار الظني ام ان الوضع غامض؟
– لا نزال ÙÙŠ مرØÙ„Ø© يغلب عليها الغموض الى ØØ¯ ما، واعتقد انه ÙÙŠ الاسابيع المقبلة ستتبلور بعض الامور. ولا سيما ان البطء ÙÙŠ المسعى السعودي – السوري نجم عن تدهور ØµØØ© العاهل السعودي، لا لتراجع الدولتين عن مسعاهما. يبقى اننا لا نزال امام ØØ§Ù„Ø© عرض للاÙكار Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©. والتشاور والتنسيق بين اللبنانيين هنا مهم، ويجب ان يواكب المسعى، وربما هذا ما ÙŠØØµÙ„ اليوم.
ارى انه ليس من Ù…ØµÙ„ØØ© Ø§ØØ¯ ÙÙŠ لبنان التوجه Ù†ØÙˆ خيار Ø§Ù„ØªÙØ¬ÙŠØ±ØŒ لان Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© اللبنانية تقضي بالاتجاه Ù†ØÙˆ خيار Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ±Ø§Ø¬ والإستقرار.