بقلم وديع الخازن, يشكل قانون الطوارىء، الذي يعطي رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي صلاحيات استثنائية، تحدياً جديداً لشعارات الديموقراطية والحرية التي حملتها الاعلام الاميركية لنجدة العراق من طغيان صدام حسين. ويبدو هذا القانون مشروعا آخر يتلطى وراءه الاحتلال الاميركي لاطلاق أيدي المسؤولين باستثناء حالة واحدة هي تعطيل الانتخابات في أي ظرف. لكن كيف يمكن ان تجرى انتخابات ما دام حبل الامن فالتاً وما دامت القوات العراقية، وهي في طور التشكيل، في حال إستنفار دائم ضد أشباح المقاومة العراقية التي لا تزال ترفع راية الولاء للرئيس المخلوع صدام حسين الذي يواجه عقوبة الاعدام اذا تجرأ قاض على النطق بها في مثل هذه الاحوال الدموية في بلاد الرافدين.
Ù† ما يجري Øالياً ÙÙŠ العراق هو مشروع Ùتنة داخلية خطيرة لا تØمد عقباها لأنها
تضع أسÙيناً مبتلا بالدم العراقي ما بين الØكم والقاعدة الشعبية، وقد ينقلب ÙÙŠ أية Ù„Øظة صراعا وصداما مذهبيا وعرقيا قابلاً للاشتعال وسط تناقضات مختلÙØ© تتØكم ÙÙŠ التركيبة الجديدة للØكم العراقي.
واذا استمر هذا الكر والÙر بين السلطة الجديدة والمقاومة، Ùإن العراق مهدد بالÙوضى والتنازع على النÙوذ، مما يجرّ الى تقسيم ينتهي بدويلات تØكمها وتتØكم Ùيها ميليشيات متناØرة Ùلا تعود تنÙع معها المطالبة بخروج المØتل.
Ùالصورة الواقعية ميدانياً تنبىء بنشوء تكتلات مذهبية وعرقية شبه عسكرية ÙÙŠ المناطق التي يغلب على معظمها تيار اللون الواØد.
واذا كان زوال Øزب البعث العراقي الØاكم سابقاً نعمة لنشوء تعددية Øزبية، Ùان Ø·Ùرة ما لا يقل عن 350 Øزباً تهدد بتشرذم كبير قد يتØول الى نصرة هذه الميليشيا او تلك.
وما لم يخرج العراق من هذه الدوامة الخطيرة، ÙسيتØول أشلاء دولة تتقاسمها وتتجاذبها Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¯ÙˆÙ„ÙŠØ© واقليمية، وخصوصاً بعد التØذير الذي أطلقه سيمور هرش اخيراً ÙÙŠ مجلة "نيو يوركر"ØŒ Øيث قال: "ان الوجود الاسرائيلي آخذ ÙÙŠ التمدد عبر كردستان العراق ومن خلال الوجود الاميركي المتغلغل ÙÙŠ الانØاء العراقية المختلÙØ©".
لعل المÙارقة الكبيرة تكمن ÙÙŠ أن هذا التغلغل الاسرائيلي أثار ØÙيظة دولة غير عربية هي تركيا التي تبرّمت من هذا الوجود الاسرائيلي السرطاني داخل الكيان الكردي لأنه يشكل خطراً على كيانها الذي يضم اعداداً كبيرة من الاكراد ÙÙŠ ديار بكر وسواها من المدن التركية المتاخمة للعراق.
وبإستثناء قلق لبنان وسوريا من هذا التسلل الاسرائيلي "الطروادي"ØŒ لا نجد دولة عربية تعير التطورات المرتقبة ما تستØقه من إهتمام بالغ.
غير ان المسؤولين ÙÙŠ سوريا مصممون على إثارة هذا الموضوع ÙÙŠ الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق ÙÙŠ القاهرة. إذ لا يمكن الØكومة العراقية ÙˆØدها ان تتصدى لهذا التغلغل بمعزل عن المساعدة العربية، والا Ùإن الوضع العراقي Ù…Ø±Ø´Ø Ù„Ù…Ø§ يشبه "الأÙغنة" ما لم يتم تشكيل Øكومة عراقية منبثقة من الارادة الشعبية العراقية ÙÙŠ كانون الثاني .2005
وليس من مؤشرات توØÙŠ اØتمال Øصول هذا الامر مع استمرار النز٠اليومي نتيجة الاوضاع الامنية المتدهورة ÙÙŠ العراق.
ÙØذار… Øذار اسرائيل التي تتسلل بين صÙو٠القوات الاميركية الى العمق العراقي مستÙيدة من علاقاتها السابقة مع الاكراد خلال تدريبهم على Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø¶Ø¯ النظام العراقي السابق لبناء Øلم تاريخي ÙÙŠ اقامة دولة كردية مستقلة، مما سيØدث زلزالا كبيرا ÙÙŠ تركيبة دول المنطقة على قاعدة التجاذب الطائÙÙŠ والعرقي.