سجعان قزي
@AzziSejean
نتّجِهُ إلى انتخابِ رئيسٍ جديدٍ لجُمهوريّةٍ مختلِفون عليها. كنا نَتخاصمُ على الرئيسِ ونتَّفقُ على الجمهوريّةِ، فصِرنا اليومَ متخاصِمين على الاثنين. كلُّ شعبٍ مُوحَّدٍ تَجمعُه قواسمُ مشتركَةٌ: الحريّةُ والأُخوّةُ والمساواةُ جَمعَت فرنسا الجُمهوريّة. الهويّةُ الجامعةُ المرتبطةُ بالمبادئِ السياسيّةِ الليبراليّةِ والمساواةِ جَمعَت الولاياتِ المتّحدةَ الأميركيّة. الهويّةُ اليهوديّةُ الصهيونيّةُ المتواصِلةُ بأسطورةِ “أرضِ الميعاد” جَمعت دولةَ إسرائيل. الحِيادُ والثقافةُ والشعورُ بالانتماءِ إلى إمبراطوريّةٍ تاريخيّةٍ انْدثَرت جَمعَت دولةَ النمسا الجديدة. التعدديّةُ الحضاريّةُ في نظامٍ فِدراليٍّ حِياديٍّ جَمعَت دولةَ سويسرا.
ماذا يَجمُع دولةَ لبنان؟ وماذا يَجمعُ اللبنانيّين؟ ما هي قواسِمُنا المشترَكَة؟ التقينا لتَجمَعنا القيمُ والحضاراتُ والثقافاتُ والمبادئ حولَ لبنان، لكنَّ هناك من انساقَ وراءَ عقائدَ قوميّةٍ ومشاريعَ دينيّةٍ ومذهبيّةٍ قَضَت على جميعِ محاولاتِ تثبيتِ الفكرةِ اللبنانيّةِ الرائعة. اليوم، باتَ البعضُ يعتبرُ أنْ لا الدينُ يَجمعُنا ولا العقيدةُ ولا الأصلُ الإِثْنيُّ ولا الأعداءُ ولا الحلفاءُ ولا نمطُ الحياة ولا الآلهةُ ولا الأنبياء. وحين نَتكلمُ العربيّةَ، اللغةَ التي تَجمعُنا، فلكي يَشتُمَ بعضُنا البعضَ الآخَر ويُشكِّكَ في وطنيّتِه.