سجعان قزي
@AzziSejean
ليس لبنانُ بَعدُ مِن الأولويّاتِ الدُوَليّةِ لكنّه حكمًا من الضَرورات. حزبُ الله هو بين الأولويّاتِ للأسبابِ المعروفةِ وليس الدولة. الّذين دَرجْنا على اعتبارِهم أصدقاءَ، يُسعِفون لبنان بالحدِّ الأدنى من المساعداتِ الإنسانيّةِ وبالحدِّ الأقصى من النصائحِ المجانيّةِ ليبقى حيًّا ولو مُضرَّجًا بالأزَمات. هو جَبهةٌ مُعلَنةٌ في حربٍ لم تَندلِع ويَدفعُ ثَمنَها كأنّها مُندَلِعةٌ. “الأصدقاءُ” يَعرِفون أنَّ في لبنان تَقطُنُ جميعُ صراعاتِ الـمِنطقةِ القابلةِ للحلِّ سلميًّا أو المعرَّضةِ للحلِّ عسكريًّا، لكنّهم يَتعاطَوْن معه كأنَّ مشاكلَه داخليّة. “لهم أعينٌ ولا يُبصِرون، ولهم آذانٌ ولا يَسمَعون”.
حلُّ قضايا الشرقِ ممكنٌ سياسيًّا لو تَقدَّمت مُكوّناتُه البشريّةُ واحتَكَمت إلى حقوقِ الإنسانِ والقوانينِ الدُوليّة. لكنَّ المعضِلةَ أنَّ أهلَ الشرقِ الكبير يُقبِلون على الخِيارِ العسكريِّ أوّلًا فيما هو الخِيارُ الأخير. الحروبُ تَهرُب من الشرقِ الأوسط، وبعضُ دولِه يركضُ وراءَها. لا مجدَ دونَ الانتصارِ، ويا ليتَهم انتصَروا. منذ فجرِ الفتوحاتِ والعربُ يأنَسُون إلى الحروبِ. قاتلوا قرونًا من دونِ قضيّةٍ وطنيّة، ولـمّا أصبحَت لديهم قضيّةٌ كبرى، القضيّةُ الفِلسطينيّةُ، أوْقفوا القِتالَ وراحَ بعضُهم يُقاتلُ البعضَ الآخَر، وهَرعوا إلى الحلولِ السلميّةِ قبلَ نيلِ حقٍّ أو تسجيلِ انتصار. مُتعِبٌ أن يَنتميَ لبنان إلى هذه العروبةِ المتحوِّرة، وممنوعٌ عليه أن يَستعيدَ العروبةَ الأصيلة.