مصيرُ تَـجمُّـعِ 14 آذار بين صُـدقـيَّـتِه وصداقـاتِـه
مجلّة المسيرة في 27 شباط 2010
سجعان قزي
1 ـ أبعاد انتماء الكتائب إلى 14 آذار
طبيعيٌ وجودُ حزبِ الكتائب اللبنانية في تجـمُّع 14 آذار، لأن الخِياراتِ والمبادئَ والشعاراتِ التي اعتمدها هذا التجمّع سنةَ 2005 هي استنساخٌ وطنـيٌّ لكل ما ناضلت الكتائب في سبيله منذ تأسيسها. وبالتالي، لا يُـعْـقلُ التفكيرُ في تَموضعٍ تحالفيٍّ آخر إذا حافظ هذا التجمّـعُ على وجودِه وعلى مبادئِ ثورةِ الأرز ومشروعِها، وانتظمَ في آلـيّـةٍ تقريريّـةٍ جماعـيّـة، وصان صُدقـيَّـتَـه تجاه شعبِه، وواصَل التصدّي لكلِّ طرفٍ يَـمُسّ بالسيادةِ الوطنيةِ من الداخل أو من الخارج، ولم يَنقل لبنان من وصايةٍ إلى أخرى.
منذ نشوءِ دولةِ لبنان الحديثة سنة 1920، لم يَشهَد اللبنانيون تجـمّـعاً متعدِّدَ الأديانِ والطوائفِ والمذاهبِ والأحزابِ يَـتَّـحِد، لدى نشوئِه، على الأقل، حولَ فكرةِ لبنانَ المستقِل تجاه محيطِه العربي (لبنان أولاً)؛ وحولَ مشروعِ بناءِ دولةٍ سيدةٍ، حرة، ديمقراطية، مدنية، ومحايدة (ميثاق 1943)؛ وحول تحديدِ الأعداءِ والمعتدين (إسرائيل ودولٌ عربية وإقليمية ومجموعاتٌ إرهابية عابثةٌ بأمن لبنان وسيادته)؛ وحول تحديدِ الحلفاءِ والأصدقاء (دولُ العالمِ الحر ومجموعةُ دولٍ عربية وآسيوية داعمةٍ استقلالَ لبنان)؛ وحول تحديدِ المشاكلِ المصيرية وطُرقِ معالجتِها (الولاءُ الوطني، تطويرُ النظام، الحيادُ، اللامركزيةُ الموسعة، رفضُ التوطين، رفضُ السلاح غيرِ الشرعي، تحديدُ العلاقاتِ مع سوريا).
مع ثورة الأرز سنة 2005، تحقق مشروع سنة 1920 للمرة الثالثة بعد سنتي 1943 (الاستقلال) و 1982 (الإجماع حول الــ 10452 كلم²).






