مطر: فلنكف عن التصرّفات العبثية والفوقية
كتبت ماري كلير فغالي:
وقف البابا يوحنا بولس الثاني امس ببسمته الطيبة امام حشد من المصلين والرسميين الذين جاؤوا ليشاهدوا ازاحة الستار عن تمثاله البرونزي الجديد في حديقة كنيسة مار الياس- القنطاري. كان صدى كلمات ألقاها قبل 10 سنين تقريباً في المكان نفسه يتردد: "افهم قلة صبركم على الوضع اليومي الذي يبدو لكم انه لا يتغير(…). ان ما تتوقون اليه من تبدلات على ارضكم تلزمه اولا وقبل كل شيء تبدلات في القلوب. يعود اليكم ان تهدموا الحواجز التي امكنها ان ترتفع في اثناء حقبات تاريخ وطنكم الاليمة. ويعود اليكم بناء جسور بين الاشخاص والأُسر والجماعات. ان للشدة وقتا وللنور وقتا، وكل شيء يمكن ان يتغير (…)".
وحدها الوجوه تغيرت، تقريباً. ووحدها قلة الصبر استمرت رغم تبدلات ربما لم تأت بكثير من التغيير. فعاد بابا السلام الى لبنان تمثالاً بنظرات حنونة ومطمئنة، تأملها حشد المصلين الغفير تحت شمس القنطاري الحارقة. هؤلاء أحبوا البابا، فكان ان اتاهم مرة جديدة في أحد العنصرة، علّ ألسنة النار تفيض فتتبدل القلوب ويعاد ترميم الجسور التي انقطعت.